تأريخ الصمت
اليوم الأدبي - جريد اليوم - 15/10/2012
تأريخ الصمت
لا شيء معي إلا رقصتي الأولى
تلك التي ما عاد يذكر جنون النبض
تلك التي في قلب الوطن ..أديت
يا أنت ..أ تذكرها تلك اللهفة
و جسد من بلور يرسم وجه الوطن
وطنك كان أغنيتي
و بين كلمة و نغمة تاهت عبرتي
يا أنت
جسد محموم بصمته كان ..وطني
و كنت كمثل الوطن ..ندا للوطن
بل ..ذكرى وطن
يا أنت
و تراءيت ما بين النبض و النبض
فكنتُ
ثم تماديت تجليا ..فأفلتُ
يا أنت ..لا شيء معي غير رجفة لذاك الوطن
و شظايا حلم كنتُ رصفته على قارعة ..ذاك الوطن
و ..ذكراك
الباقي مني
الزائد عن حاجاتك
و عبير ..كان للوطن
نشكله قصة ..فينزف دما
و أنزف ذكرى
يا أنت ..ما أشبه اليوم بالوطن
حاضر باذخ الغياب
كقبلة العشق على جسد الوفاء
تلك التي فتتت الوجد و أجرت النزف
و أبتسم لك ..أبتسم للوجه الوطن
لقدر شكله نحيب الصمت
على خرير الدمع
وحده كان قِبلة دمعي ..لو أنه يذكر
و وحدك كنت قِبلة قُبلتي ،لو أنك ..تذكر
و أكتم ..ثم أعود أثرثر كمرايا الصباحات المفجوعة
أروي عنك ..عن عَبرة الوطن
و عِبرة الحكي ..ثم ألوذ بالصمت
وحده الصمت يروي أنوثة الوجع
وحدك كما وطني
تتشظى فتتعدد تحتل تجاويف القلب القصية
تشعل أنوارك ها هناك ..و بالكاد ألمحها
أصرخ ملئ صمتي تلك ليست لك ..إنها موطن الوطن
ذاكرته المعلقة على كبت الأنفاس
و ما أنا إن لم أكن الوطن ..تسألني
لعنة لك ..و أخرى له
لعنة لخطواتي رقصتي تقفز بين جثت الصمت
و ربيعه الذي أزهر على جسد رضيع
يرتوي من دمه ، يرتشف شباب قلبه
لعنة لرقصتي ..الحرة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire