samedi 17 mars 2012

قصيرات جدا

قارئ المؤنث

 

وسط محارق كلماتها .. وقف
يكيل الطعنات لأنوثة اللغة
فاحترق بها ..و ما نجت 

تيه
 
على عجل دخل غرفته ،الماء يتقاطر من أطرافه، سوى السجادة، أقام الصلاة، و هو يرفع ناظريه للسماء ..علق البصر و معه القلب على زجاجة.. النبيذ. 

مرافئ وطن 

 

مشغولة به الصباحات الندية
تنحت لها من الذكرى مرافئ عشق
ويشكل بحارها من دماء أبنائه 


كيد مؤنث 

 

قالت 
تحبها حد الوجع.. أنت 
و أحبه حد الفراق.. أنا 
فمتى تتزوجني 


jeudi 1 mars 2012

قالت لي الأزمان عنكم ...6الأخيرة


بتي
عنوان الرحيل
جعلني محمد أطوف بالمدن الإسلامية، أضبط القلب على دقاتها .
وائسفي نبضاتها ضعيفة واهنة، ليس هذا ما أردت،و لا هؤلاء من يسمعون أحاديثي فيلتهبون لإحراق مصير هو اليوم منام في عيون امرأة صاحية، لكن غدا ...
إن لم يكن المسلم الذي يؤم المسجد مرادي فقد يكون الإمام، الحكاية كلها أدركها إمام، ها نحن نعود إلى الإمام،و إمام بعد إمام أقابل،ولا أجد تلك الخلال التي عنها أنقب، أحاول أن أقرأ بين تقاسيم كل منهم شيئا لا أعرف له اسما،شيئا قد يميزهم عن ذلك الدكتور الذي خلفت بقسنطينة،لكنهم متشابهون و إن تمايزوا، يجمعهم في نظري ما فقدوا من الـ...
- أعانهم الله.يقول محمد لهم منه الاحترام. يقول أنه عرف جزء مما يلقون كل يوم
بما علي أن أجيب،لا أجيبه،أسترسل،أفتش بينهم،مشهورهم ومغمورهم ،حتى المدينة المنورة. أدخل الفندق يتبعنا عامل يستمر يحدق بي كأنه يرفض الصمت.
- سيدتي.
ألتقط نداءه كأنما..
- إن كنت تفهمين قولي فإني ...
- أفهم .. أفهم العربية كلها...
قلبي علق بها من قبل أن أولد،والدي كان يعشق صحراء الجزائر ولغتها،ثم عشق أهلها،ثم عشق امرأة أحمل اليوم اسمها باتول.
أوليه ما تبقى في نفسي من اهتمام فيردف:
- إن كنت هنا لمعرفة الإسلام فإني أنصحك لوجه الله بمقابلة رجل صالح يعينك على معرفة الله.
- أيهم؟ يسأله محمد
- عفوا سيدي لا أخالك تعرف عنه إنه رجل متبتل منقطع للعبادة،لا يدعي الدعوة مع ذلك أسلم على يديه عشرات السياح.
أجلس إلى الإمام العلامة المتخفي في أثواب التواضع، و قبل أن أفتح مسارات العمر
أرى،يقين العين،سكينة في روحه،هدوء راحة،أجدهما فيه،جلست على ركبتي ثم..
نوبة خوف عارمة اجتاحت جسدي، استشعرت بردا يدب في عروقي مع أن العربية السعودية خانقة الحر،بحثت عن يدي محمد،مددت يدي أين زوجي .
أسمع صوت الإمام،ثم لمسة محمد يقبض على يدي،واهنة كنت لا أقدر على التشبث مع أني رغبت استمساكا.

مددني محمد، راودتني صور ذلك العالم، كان فتى، حسن الوجه، يقترب منها، يهم بها تبادله الرغبة لكن، هي لا تحس شيئا، إنها لا تشعر بشيء، جسدها و كأنه مخدر، ما لها..

أغادر عالمها، أعود إلى محمد واهنة، نفسي مهشمة، قلبي ضرير
أحاول التقاط أنفاسي، فيطبق ضيق مرير على صدري.
أعود إلى عالمها،الفتى يلتهب غيضا ينهال يضربها،يركلها، يمزق جسدها العليل،و محبطة ،عائمة في دمها و الدموع ،لا ترد ظلمه،أصرخ و أصرخ فيها :
- قومي واجهي،إن الخطب جلل،لا تستسلمي سيقتلك، قومي
يغادرها الفتى و تمكث تتأوه ، و لا يجيرها أحد،على أبواب المدينة مطروحة،أعود إلى زمني تنفتح عيوني على صورة محمد،أناشد الجسد عونا لأروي لهما ما رأيت لكن لا نقطة من الجسد تستجيب، مدركة تماما لكل ما حولي،لكني لا أملك استجابة، و لا حتى أدنى مقدرة لأساير زمني.تحضر زوجة الشيخ في يدها ستر و غداء،محمد حبيب روحي و جسدي،و أيام قليلة من العمر لونها، و زانها بعاطفة لم أختبرها قبلا،محمد، راجيا متبتلا يستمسك بيدي و يردد أدعية أخالها للرسول الحبيب صلوات الله عليك. يا رسول الله،منحت عمرك للرسالة و تاهت الرسالة بعدك و اغتربت،و اغتربت العربية،أمتك يا حبيبي تسير إلى...
حتى أنا الأجنبية أتقن لغتهم أحسن منهم، يتهافتون لمخاطبتي بالانجليزية ،و أرد بالعربية.حبيبي يا رسول الله أدع معي من حيث أنت أن لا تموت الفتاة،أدعوا معي و صحابتك الكرام،أن تنقل إلى أهلها هذه اللغة،أن تعثر على المصحف و لو مصحف واحد غير خاو.فتحت عيوني،جسدي شرع يتماسك،محمد مازال معي :
- كيف أنت. يسألني مهدوم الفؤاد،يصدع الخوف فؤاده،أرى كل ألم الدنيا و حيرتها أراها في عيونه .
- أيا كانت الخاتمة لا أريدك أن تعيش هذا،أنت تثق بالله فلا تفقد ذلك أبدا،الله يحبكَ أرى ذلك في محبة خلقه لك،أينما سرنا ألم تلاحظ.
-.....
تجيبني دموعه، محمد يرى ما أرى.
- إن افترقنا اليوم فسيجمعنا الله غدا تحت ظله، ألم يك يحبنا خالصا له،أ لم يجمعنا إيماننا فلا تخف،أحبك و أحب حبك حبا بالله.
يلبسني يقبل كل نقطة من جسدي كأنه يراها للمرة الأولى أو..أو الأخيرة.
تمنيت أن أضمه و أستميت عالقة على جسده، غير أني متعبة، تكاد آثار الضرب ترتسم على جسدي و لا تظهر،مؤلمة مستترة هي،ترى كيف هي تلك الفتاة في الأيام البعيدة بعد ذلك الضرب المميت،رباه لا تقبض روحها.
محمد
بلوغ الوصول
أخلف بتي أبحث عن الإمام الذي أصبح بيته مأوانا،مند أكثر من يومين، ربما بتي لا تعرف أنها نامت يومين كاملين،تراها النهاية كل كلمة منها تودعني، كل نقطة من جسدها تدمع فراقا،لا أملك...
لا أعرف كيف أعيش بعدها.
ملأتني هي حقا،ملأت قلبي سكينة،و أشياء أخر جميلة لا أعرف لها اسما،يا الله هبها الحياة،إنك أنت الوهاب و أبقي على سعادتنا إنك أنت المبقي.
أدعوك بالمأثور أدعوك بما تجود القريحة،و أحيانا أناجيك ،و أعرف يقينا أنك لا ترد الدعاء،أعرف.
أسأل عن الشيخ الإمام، ترشدني حرمه إليه، كان قد أعد مجلسا وطعاما و دعا بعض السياح،طلبت إليه رؤية زوجتي،فأومأ إلي أن أعينه،فجلست،كأن شوقا ما أجلسني،أراقب حديثه عن عاد وثمود التي هم من مدائنهم عائدون،عن علة العقاب، عن الحق،عن ضرورة وجود إله خالق مسير عن الحياة و دورتها.
أصغي و أتطلع إليه يحادثهم بلغاتهم كل يشاركه بكلمة من لغة، أو يحاول الإعراب بالإنجليزية ليفهم الجمع.شكل خاص من التواصل،هذا الشيخ يقارب التسعين يتفق بل ينسجم مع كل هؤلاء،بأعمارهم،بجنسياتهم المتباينة،أي سحر يغزل لسانه و ابتسامته
أي رجل أنت.أتذكر أساتذتي بالجامعة،و دعاة القنوات الفضائية،ربما علينا أن نروي عقولنا و قلوبنا بشيء من هذا.
تستند بتي على كتفي، تسندها حرم الشيخ من جهتها الثانية و تقول:
- أرادها أن تسمع سيريحها ما ترى.
نجلس،نسمع،و نستمتع.
تقترب من أدني تهمس:- هل أدركت لم ساقنا القدر إلى هنا.
- أعتقد نعم.
يتفرغ الشيخ إلينا تبادره :- الحل وجدته عندك.
- و ما هو؟ يسألها.
أن أعلمها،أن أنقل إلى وعيها كل الذي أعرف،كما كانت تنقل إلي المشاهد و الإحساس و حتى انطباعاتها،فكما أنك سيدي تتواصل مع كل اللغات، أنا عليّ أن أتواصل مع الأزمان.
تبتسم حبيبتي،أخيرا تجد طريقها .لكن الشيخ لا يفهم الكثير،و لا يسألها، فاطلب إليها أن تروي لنا لأسجلها.أن تحكي عن زمن آت فيه رجل أشيب،استنسخ و عدل فتاة تزور بتي عالمها من نافدة العيون
وفيه رأت نسوة كثرا، شبه عاريات يمارسن أهواءهن على قارعة الطريق من مدينة ذات أبراج عالية،كل ما فيها رمادي،خانقة الهواء، شديدة الحر، تلفح فيها نسمات شديدة البرودة.
المرأة المستنسخة تطلع على ثقافة هذا الشعب فترى كتبا خاويات،نخالها مصاحف، لشكلها و زخرفها ثم تسافر إلى مدينة أخرى شبه مهدومة أهلها يسترون أجسامهم بأثواب قد أصفها بالمحتشمة، بيد أنهم لا يعرفون أكثر من الأسماء: لا إله لا الله – محمد – مدينة الرسول ،أشكال لا غير لا يعرفون حتى من هو هذا الإله.
لكن يعرفون أن الكتب الخاوية لن تملئ إلا بالخط العربي،يعرّفنها إلى العربية رسما في كتب أخر ما هي بالمصاحف،الأمرّ من بين كل ما تصف أن لا أحد يحسن قراءتها.لا أحد يتقن العربية،هم يتداولون لغة وصفها أحد الدكاترة بالجامعة الإسلامية باللهجة الفارسية، يرشدونها إلى حيث العربية و القرآن معا،مدينة رسول الله، يرسلون الفتاة على حيوان لم تتعرف إليه بتي قد يكون معدلا أيضا لا يخافون عليها فهو ينقلها، و يعيدها لا نعلم كيف يعرف الطريق،آمنة يرسلونها الأرض أمان والمال وفير،هم لا يعيشون إلا لأهوائهم،و شهواتهم،لا يوقفهم إلا المناخ القاسي على أطراف مدنهم،قد يحرقهم في أيام قلة.
و تسافر الفتاة و تقترب من المدينة،في هذه الأيام يصبح الاتصال متبادلا بينها و بين بتي و قد تزوجنا فتشتاق الأخرى للأمان للحب والسعادة التي نعيش و تستسلم لفتى من سكان القرى أو لعلها مدن مجاورة للمدينة المنورة،و أدرك الفتى سريعا أنها معدلة وراثيا؛أنها لا تحس شيئا،خالها سخرت منه،المسكينة لا تعرف حتى ما هي، ولا لم هي مختلفة،أوسعها ضربا ،أراد قتلها،تسكت بتي،و متلهف يسألها الشيخ:
-ثم ماذا؟
- أتصدقني يا شيخي؟
- كيف لا أصدقك أ لا ترين أنّا إلى كل هذا سائرون، ربما بعد أجيال قلـّة،الله وحده يعلم أي ذنب عظيم سنقترف لنصل إلى ها هنا. بشري يا ابنتي هل وجدت القرآن؟
- جسدها المعدل لم يحتمل الضرب المبرح بعد كل مشاق السفر.
- يا رحمن ..احمها يا رب
أطمئنه أعلمه أننا تعلمنا منه أمرا،نخاله الحل،سنحاور عبر الزمن،إن كانت تحس متعة حبنا و تأخذ من طاقة زوجتي لتحيى و تستمر،فإن بتي ستعلمها القرآن،بل سنحاول نسخه بيدها،فإن وهبها الله الحياة عادت به و أتمت الرسالة و تعلمت العربية،و إلا حمل الحيوان القرآن ورجع إليهم و..
تلتفت إليه بتي:- أبقي لكم إيصال العربية إليهم.تدبروا أمركم من بعدُ يا شيخي
مددت زوجتي على الفرش أخذت يدها و عزيمتها،شرعنا ننقل إلى الملقاة على أبواب المدينة المنورة ، القرآن كلمة كلمة تمت الأحزاب الستون. وهنت اليد..وهن الجسد.. و انطفأت أنفاس زوجتي.
يهزمني الدمع،أبكي وأبكي،ما يجديني البكاء ،لا الزوجة يعيد،و لا الحرقة يطفئ.أبكي زوجتي،لغتي قومي،أبكي ديني رسالتي،و الأهواء التي دفنت كل مقدس و أجلستنا على منعرجات الحياة
وداعا حبيـ ـ ـبتي

27جوان2006