jeudi 27 octobre 2011

حفنة من الذاكرة


حفنة من الذاكرة


وردة.. شمعة.. و حفنة من ذاكرة لا يملك القدر عليها سلطانا.
مسيرة عشق و تقاطعات قدر، ثم انقلبت سخرية.
ضحك القدر
قال.. أنه أقسم علي و أني ما صدقته.
و أنه..
لن يمهلني، و لا أعرته مسامعي.
زحفت خلف تماهي السراب، و قصصت الشوق صمت، و بعضا من براءة الأطفال.
و قال القدر لن أمهلك
فابتسمت، و قلت لا تكترث
أنا استنفذ طاقتك في مواجهتي...أنا أبدا لن أموت قبل أواني
و....و ضحكت، كما دوما فعلت.
ساق أعاصيره، ما كان يدري أنيَ انهيار ثلجي يجرفه و يجرفها، و أني أمحو كل تاج على سلطانه
لكن قفي بين الحروف راجية، هو قالها، و أنا التفتت أفتش عني بين حروفه.
قال هديتي لك تيه، و بعد التيه تيه
قلت تجمل، فالأنثى تغزل شرانق من حرير.
رمى ورقة اعتادتها الذاكرة، حمل إلي، أو هو حمّلني اسم الموت، كأن ذاكرته ما عادت تنفع
شحنت له النسيان
فسقط من حساباتها أني نسج حروف من موت، أنه شكلني موت، و أنه يوم أهداني الحياة غلفها بورق الموت الشفاف.
و ما جابهته إلا بهدوء الصمت
و تواتر عبرات ما عادت تعرف كيف تستتر، أتراها تفتش عن بياض يلف العين
أم أنه القدر
مجرد قدر يلوح بعد عام من الوهن و الشجن، ليسكن الأحبة شبرا من ظلماء الذاكرة
و قد كانوا ...
فما تبقى منك ألا أيها الغالي
غير حفنة من ذاكرة أرهقها عمر من الموت
عمر من التيه بين تقاسيم الوجع
و إنك أيها الغادي نحو مساحات الصمت الأبدية لوحة أخرى للقدر
قدر يتفاخر بالصفعات و قد ضيع النبضات
بين شظايا الذاكرة

mercredi 26 octobre 2011

راقصة الموت المباغث

راقصة الموت المباغث 

ر

العيون العالقة عيونها على جيوبي سارعت تخبرني عن شحنة أسلحة يسوقها عدو والدي
، عذرا أقصد سيادته أحيانا يصعب علي التمييز ،
قررت هي له
الاستقصاء لم يك عسيرا، على امرأة تستر رتبتها العسكرية، فقط لأن اللغة لم تؤنث الرتب العسكرية ..خططت ، بلـّغته
قال: أرسلي الملازم و امكثي ، فقد يكون مجرد شرك لبلوغي
قلقه عقدة لا فكاك لها ، خوفه الأعظم أن يقتل ، كأن الخلود شرّع له
له وحده
قضى عشرين عاما يدربني ليضربني طوقا من ياسمين على أسوار الجحيم
فأنا الحارس - الوحيدة التي- يلازمه من العمر عمرا
و ...
ها أنا – حارسه – الشخصي ، و –عميد- رهانات الزمان و الأمان
حظوة من القدر ، و لحظة جنون متقد
أهديته شحنة كانت موجهة لأعداء وطنه الذي لا يهني منه غير رتبتي العسكرية المسكوت عنها ، ركبت سيارة مدنية ، و أقلعت نحو مرقصي الليلي
أسأل القدر تراني أفقد هذا الجسد البلوري على هذه الرقصة، أم أني أنعطف و القدر نحو ممر آخر من العمر ..
أخذت نبيذي الأحمر ،في كأس شديدة العناية بجسدها
لمحت صورته على المرآة التي نصبت لأمثاله ، و ما كان أحد ليعترض
أسقطت عن كتفي وشاحا حريريا لا يقي من برد قسنطينة ..بل يلهب الشوق للثلج المتراكم تحته ...و تقدمت من ساحة معركتي الأخيرة
هو..
كان يشبه الصمت
و رهانات الرجال الجوفاء
و يأخذ كثيرا من ملامح الكبرياء
لكنه الخواء
هكذا بدا
رجل بنظارات مثقفة ، و نظرات ثاقبة ، تقرأ كل حركة لجسد أتقن أنوثته
 - حتى بعد عشرين عام عسكرية -
تتكسر ألوان الأضواء عليه فتثمل ، و تلفه الأنغام فتتيه فيه.
هذا الجسد عدوك...ستهديه اليوم للموت
أو لسيدك..و لن تملك منه رشفة ..و لو مختلسة
فلابد تعرف أني لئيمة أشي بك عند سيدك ، و لن يستكثر عليك رصاصة بالرأس
اللعبة موت .. أيها الغر
و أنا منذ عشرين عاما أحترفه
إليك الجولة الأولى
أغرز عيوني بنظراته
يتصدع فؤاده
أدير ظهري
أرقص ...رقصة الموت الأخيرة
ترى أين تدفنني بين الثرى أم بين شفتي سيدك.
خلفت له كأس نبيذي الفاخر ، قد يروي ناشف ريقه
قد يرتب نبضه الذي خلخلت الرقصات
خده على مهل ..برشفات أنثى حتى لا تترنح نظراتك فلا تقبض انثناءات جسد لم تطمس الرتب العسكرية المتناوبة عليه معالم الحسن منه ، بل و بعناد رجل ظلت تقام و تتبرعم فتنة و إشراقة كل يوم
لو انطفأ وهج الأنوثة ..لو أن الزمن خلف آثار عبوره من على هذا الجسد
لو أنه فقط أطفأ وهجه ..لما اتسع الشرخ بيني و بين سيادته
بل و بيني زوجته السابقة أمي التي فرت منه ، و خلفتني ما خافت علي جوره، أو ربما خلفتني لأحميه من جور زمانه ..لماذا أنجبتني التعيسة
أرفع الذراعين لينسكب نقاء الجسد الذي صور الخالق، يستر تشوهات نفس شكلها الوالد/ سيادته
أهز الخصر تتأرجح جوارح ذلك المتأمل على أشكال حلزونية يرسمها الخصر ، ولا يملك الفن تشكيلها. تتفتت الرجولة على حواف الحواف ، تتسلق آهاته الرجولة التفصيلات كلها، قبل أن تـُرسم أنصاف الدوائر الأخيرة
و يُسمعني الحروف الأخيرة ..كم كلمة قد يقترف فتى غر ، أسلم فكره لجماعات تغزل كلمات ..لا شيء غير الكلمات
أ يفتح هذا الجسد سر الخالق أمام عميه ، أم أن زمن المعجزات خلـّف الزمان ، للبرهان بقتيل معد على مهل
و القربان هذه المرة أنا ..راقصة الموت
أتدبر الميتات بذوق رفيع ، أختلق أعداء من طراز مميز
الفتى الغر التائهة دهشته بين تفصيلات جسد يفتت الرجولة ، و يطلق أوجاع فتى لا يعرف من أين يستلم الجمال
أعيد إليه الظهر المتدافعة ترانيم نقائه لتنتهي عند الفجيعة ..مسدس بكاتم صوت ، لا تكتمه تنورة تجهد حريرها لستر ما أجمعت النساء على ستره
في الجولة الثانية أفسحت له الساحة و استأنست بكأسي الفاخر
قابلني الساقي بسيجارة تعد حصريا لي ، لم أسأل يوما أي نوع من الحشائش هي ، فكلها من بدائع خلق الرب
أو ربما من إبداع المخلوق المتردد بين السمو و الدناءة ، و من يهتم طالما تحرق آهات الصدر
على جمر تذيب ذكرى الوالد و الوالدة و وطن منحني رتبة عسكرية عجزت عنها اللغة
يجالسني الفتى الغر يقول أنت على اللائحة السوداء
أنثر دخان سيجارتي على وجهه ..تتجمهر على نظراته المثقفة
ربما تقصد القائمة الحمراء .. هي حمراء بلون القندورة القسنطينية التي لم ألبس بعد، مع أنها مطرزة بالذهب و الذهب يليق بي
سويت الوشاح على شلالي النقاء
لأتخذ من موقف السيارات ساحة للمعركة الأخيرة ، فلن يقتلني الغر أمام عشرات من كابتي عشقي
أخشى أن يجدوا في اغتيالي السلوى ، عن رغائب ظلت مؤجلة ، ما كانوا يجرؤون حتى على مصارحة أنفسهم بها مسدس الخصر كان الكاتم المانع
الجولة الأخيرة
سيارتي بريئة تمام من رتبتي العسكرية
تقدم الفتى الغر ، تأملت خطواته المثاقلة البريئة تماما
أ هذا كل شيء
مهانة الاغتيال بيد واهنة ، الفتى يصلح للعشق الذي لم ألثم ، و الطفل الذي لم أنجب ، يصلح لعبادة جسد لم يعرف من الحب و لا حتى رؤوس أصابع
الفتى ببهاء معشوق
بلغني اليدان خلف الظهر و النظرات مغروزة بمواضع الأقدام
أما رتبتي العسكرية فـ - قناص -
في غفلة اصطنعتها غفلته سددت نحو القلب ،القلب الذي لا يسحره هذا الجسد ..يقتله
أخطأت القلب أصبت الكتف .. أسفل شموخي تمدد ينزف شبابه ، وفرحا ما عرفه ، و نبض حب ما أسعفه البصير ارتقاء له .دنوت منه نثرت دخان سجائري على وجهه لأكون آخر أنفاسه، يمسك طرف وشاحي
- أهربي والدي يريد دمك في آنية من ذهب ..فوالدك يشيع أنك من ذهب بذخيرة والدي
و ما أنت إلا ملاك راقص ..على أول طائرة..اهربي ... سأرسل من يتكفل بك
-أنا...أنت
- ما أنت إلا ملاك راقص
أ ..أ خبره أني الشيطان
و أني ...
ضممته ..أو اختطفته
و طرت لا وجهة لي ، لابد أننا مطلوبان من الطرفين ؛ بيت والدي طفحت جحيمه لتحرق أسوار الياسمين
الثكنة ..
بيت والدتي بالضاحية ..
لا أدري أن كنت أسوق أم أني أقلعت ، كنت أحرق والدي بين حروف لا تلفظها شفتاي..
 بلغت الجرف القسنطيني ..أغتال بصري على حواف الشهقة القسنطينية
أ هي طقوس العري قسنطينة أم أني معدة سلفا لموت مفاجئ ، و تصفية حسابات القدر العشوائية
تبا لك ..تبا له ..تبا لها
يد الفتى تمتد نحو طرف وشاحي :
- استغفري ربك ..كفي شتائمك
أستعيد بصري أنثره رذاذا على جسد أنهكه نزيفي ، أحستها للمرة الأولى تهطل على الوجنتين
لا كانت الثانية؛ الأولى كانتا قطرتين ما بللتا الأهداب يوم راقبت انسحابها من حياتنا
تلك الوالدة
اليوم أجهشت ..لا أعرف حقا ما يبكيني ، فأنا ما بكيت قتلاي قبلا ، و لا بكيت نفسي يوما ،و لا عرفت الدمع حتى ، فإذا الصدر ينقبض ثم ينفجر ،و يعلو الشجن لحنا لم أرقص عليه قبلا .
أركن سيارتي على حافة الجرف القسنطيني ،أخرس رأسي بين دماء أزهقتها ، تمتد يده تسحب خصلات شعري
تخاف عليها البلل :
- ارحلي ..هيا.. اتركيني هنا و ارحلي ...
حرفتها نصف دائرة فقط لأشكل ميتة تليق بنا، تليق بكل منا
فقسنطينة أم لا ترد من ارتمى بين شقي الجرف

lundi 24 octobre 2011

بقايا وطن


بقايا وطن

 

الموت مستعمرة أليفة للبقاء ..قالت لي

هل يعرف أحد كيف يكون الموت أليفا ـ فأنا مذ عرفته كان غيابا بأنياب حادة، وسياط قاطعة

هروبا من صورتها ..و صدى صوتها ، سكنت قلمي ..و خلوة البوح للغياب..

خبرت عنها الشوق و البحر ..أنامل القدر و حماقات الرجال السرية

كتبت عنها قصة حب كانت تكتمها ؛ قصة النبض الأول ، النظرة الخجلة و الكلمات الثكلى

قصة تلتبس بالوطن ..ببؤس الوطن يوم شرب خمرة العصيان ، و غرد لبعثرة النشاز

..قال الوطن لا ائتلاف اليوم ..افرنقعوا ..صرخة جاهلية فجرت الحلم فكان الوطن ذبيح صوته

و كانت هي بعض نزفه ..

مسكين وطن لا يعرف أسماء أبنائه..مسكين ذلك الوطن فما كان يعرف اسمها ..و لا تاريخ نبضها

و لا همس العشق الذي شرع يفتح عيونه بين جفنيها ...

مستوطنة الموت الأليف تلك سلبها الوطن..الموت ..النشاز ....

جميعهم بقبضة متحدة سلبوها نبض الفؤاد

خلفوها أشتات متناثرات تعد السويعات فإذ هي ساعات

ترقُب انحسار الغياب ، و إشراق بسمة حب

لم تشرق بل ذهبت بنور وجهها ، و ماء صباه و خلفتها أشتات وطن ذبيح ،على جسد طفلي بريء

قبلت قلمي ..

كتب مرة أخرى ..و أخرى ..و أخرى

أتممت ألف صفحة ..و عند الصفحة الألف

عدت أعد حروفي ..أسائل النفس تراها هذه الحروف تشبهها

مزقت صفحاتي الألف ..اكتفيت بالأخيرة عليها كتبت

كنت دوما المنى ..فكوني منى الفردوس

jeudi 20 octobre 2011

مكاشفات

مكاشفات 
قلبه التائه هدهدها 
آوت للنوم بين ضلوعه
خالته صار وطنا لها
انسكب عطرها بين أنفاسه.. تنشقها
كتم صمت عمر، و أوجاع ذكرى كانت قبلها
ثم ..
و قبل أن تفيق من سكر سكينة تلملمها 
سألها، عن ذكراها ..هي 
عن أمس كان لها، عن فجائع الذاكرة 
و عن فشل...
قبل أن تعرف للفشل معنى 
هو كان المعنى ....
غادرت ضلوعه 
تنفس امتطى الهوى أبحر بين البسمات
و تبسمت له.. تلك البسمات...
هنيئا ينصب الأشرعة 
و يخال الآفاق ملكا له 
ثم ..
ترتد النفس إذ ترمق الصدفة مرورها 
تتلعثم الأشرعة، تنغلق الآفاق دونه 
يجثم
إلى صمت الانكسارات و فيض من الحياة
ما كانت هكذا أمس 
ما بالها....
تقول شرعت أتعايش و الوجع
ما عادت مؤلمة تلك الجراح
اللقاء يسألها... 
تبتسم 
هذه حظوتك Rein que pour toi 
تخط مواعيدها ..موتً 
بيدها 
و تعلم يقينا
أن الغد خيبة اعتيادية لا جديد فيها 
تسأل المولى... هي اليوم
فتتساوق المكاشفات،و تأتي سافرة الرؤيا 
على سلالم من مرمر تمد الخطو 
و عند الخطوة الأولى يهوي الصعود 
يتفتت الوجه على ...
الخطوة الأولى 
تجمع أشتات الوجه، فإذ هي سالمة 
يستفيق الفزع على الإيمان
يسبّح اللسان ثم...
هل تقول لا ...
لا لقاءات لك.. لا غدا
يكفيني أمسي الذي رسمت دمعة 
تقلب النفس ...و أوراقها التي أدمت الجراح 
فلتكن زكاتي 
عشق الأمس.. أضحية اليوم 
أهديك مساحات الفؤاد 
ذبّحها كما تشاء أرق دمي 
امتص شراييني إن شئت
فأنت زكاة النفس 
و لغيرك لا أسلمها هذه النفس 
أنت جراحها و أنت بلسم الروح و رياحينها
من غيرك يقدم قرابينها
أنت زكاتي 
و قلبي قرباني عند الجراح
و جاءها...
أهدر الماضي و الآتي من عمرها 
ابتسمت ..
أهدته الأماني جميعها 
و راقب صمت الأوجاع 
و صمت الفجائع 
لا يدري ما بالها، أين فزع النسوان، بل أين التيه 
الذي كانت دوما
ابتسمت ما خبرته أنه 
زكاتها
و أنها بيديه ذبحت قربانها
و أنها لغيرها ما منحت أمان نفسها 
ليبقى لهRein que pour lui

mardi 18 octobre 2011

أنين الجمر

أنين الجمر 



خبر فؤادك أن لا لهيب للجمر
أنه يكتم احتراقه ليبعث بالجوار دفئا مرهفا لا يلفح
لكنه لا يقي من القر
خبر فؤادك أن الجمر يحترق في صمت
أن شيمته الكبرياء
أنه عن الكون يكتم الوجع
خبر فؤادك أن الجمر أبدا لا يكوي
و أنه بالقلب يحفظ ذكريات الحرائق
و ينتهي حبيبات متناثرات
تبعثها هبة النسيم
أنه يبلغ الآفاق مع النفخة الرقيقة
لكن البصر لا يكاد يلمحه

خبر فؤادك موجع احتراق الجمر
صامت أنين ذاك الجمر

dimanche 16 octobre 2011

الباقي مني لكم



جراح القلب تأبى الاندمال ..فأهدوه نقاء البياض 

كفنوه على مهل ..فوحده الكفن لا يلوثه النزف 

و شيعوه رقصا ..محتضنين الغياب 

و 

خطوة للأمام ..أخرى للخلف..نصف دائرة من الحنين 

ثم عودة للأمام 

احفروا له قبرا عند مرافئ مودتكم 

لتصلي على روحه نوارس لا تهجر إذا جاء الخريف شطآنكم

خلف نسمات يعبقها حبكم 

و انثروا بذرة الياسمين ..و لا تنسوا الفل 

أحبتي 

و من بعدي لا تقتسموا أرضي و سمائي بل ..تشاركوهما 

أرضي العطشى تلك تنبث قبل الحَب الحُب 

و سمائي نؤوم الضحى.. تساقط غيثا متى تشاء 

فأطبقوا سمائي على أرضي 

هذي وصيتي لكم ..يوم تغيب عيني 

اذكروني 

بغامر مودة

mercredi 12 octobre 2011

منبت الشوق


في القلب

رنات خلاخل ، عزف ناي حزين، و نثر من الحرف مهين
في القلب
جسر جسور يغشى تجويفا أعرج ، معلق على البوح بالسكون
في القلب رصاصة دهشة ، حلت على حين غفلة
مزقت الصمت ، باحت بالأنين
في القلب
وطن مسكون بالمواجع ، و حرف يدثر بعشقه جراحاته
و في الوطن
أرض نبتت عليها أشجار من الشوق و الحنين
و احترقت أشجارها بأسرارنا
و ما كنا آثمين
كان هو ...
الوطن المتلبس بخفوت الليالي ، و انطفاء الذاكرة
الوطن ما عاد يذكر
الوطن نسي أننا كنا طفلين في العاشرة
و نسي الوطن أنـّا ما عدنا اثنين
في القلب ..في الوطن
مستقر الغياب و متاعه حتى ذلك الحين

jeudi 6 octobre 2011

و كان للقلب ترجمان..

و كان للقلب ترجمان ..


في سواد توشح بالرمادي، كفن الوطن أحلامه
و جالس القبر الممتد بين الشاطئ الصخري ، و المزرعة الذاهبة لشحوب الصفرة
جالس الوطن ذكرى رجل كان كلمة
و
عن الكلمة ساءلته السماء
فالكلمات سر السماوات
لكن الوطن ما عاد يذكر السماء
و لا عاد يتقن التأمل
مسكون بالشرود غائر بينه و بينه
الرمادي شرع يطوقه
و القلب على بعد ميل من القبور
يصرخ به
.
.
.
.

lundi 3 octobre 2011

القبلة الأخيرة






القبلة الأخيرة 


عالقة كانت.. نظراته على دمعي المتحجر بالمآقي
فتح لي ذراعي الشوق 
و ..
حين لامست شفتاي جبينه 
كانت..قد بردت

dimanche 2 octobre 2011

ورشة الموت




ورشة الموت


La mort ne surprend point le sage

Il est toujours prêt à partir

[Jean de La Fontaine]


صورته على جدران صمتي تتدثر بالسواد

صوته..صدى أشواقه..و الباقي من همسه

عالقة كلها على جسدي

لكن من يأبه

كرسيه الخواء يجالس فنجان قهوة أعددته لوحدتي

و انقطاع زخاته عن قلبي

لكن من ..لوحدتي قد يأبه

على الأرض ..قيثارته كانت ما تزال تنتحب

يعلو صراخها تمزق آهاتها روحي

ألملم شتاتها، ألفها بأحضاني

أحاول رش شيء من السلوى بين أوتارها

أنا...ما تعلمت مغازلتها...

ما حسبت حسابا للغياب الذي أفلت له بسماتها

لكن من قد يأبه ..لبسماتها أو حتى لنواحها

تكسرني أشجانها، أفر إلى وسائدي أغرس رأسي أدفنه بينها

تنهيداتها، تحرمني لملمة أنفاسي، يصفعني سؤالها

هي ما تزال تنتظره...

لا تعلم أين غدا الغادي و خلفها

إرثا إجباريا احمله خطيئة تنتفض كل حين بين أضلعي

تتحاشاني اللغة.. حتى هي لا تعرف كيف تخبر عن غيابه

لكن من يأبه

ينكمش جسد كان معزوفته، تضيع نغماته

تتشرد حواسه، يبحث عن البصر ليحث الخطو نحو الغياب

فإذ هو و البصيرة ينتهيان إلى العدم

فمن يأبه

أ الليل يأبه

أسأل الليل عن غيابه..عن الموت

أ يعلمني هذا السرمدي كيف أمزق غشاوتها

و أستخرجك من أعماق سطوتها

يجثو الليل يصمت..

نصغي لموج يطرق تحاياك المسائية

فلا تلقي عليه غير سكون خلا من كل سكينة

من يأبه لها ..لي ،و ..لليل الوجِل

أجاور لهاث الأمواج بحثا عن الغائب

تسألني إلى متى هذا الجفاء...

كأن لم تعرف أن الموت اختارته عشيقا لها

و أنه فضلها علينا

و أباحنا للصقيع، و غربة تستوطننا

ما عدنا نعرف الدروب و لا الدروب صارت تأنس بمرورنا دونه

و لا أحد يأبه

كل شبر يسألني عنه..

قسنطينة ترسمه على وجهها الصخري

و كل فجر تهمس لي أنها اشتاقت زياراتنا الخاطفة

أنها...تفتقد قلبه الذي جعلها تحفظ اسمي و كامل أوصافي

و تسكن جسدي طمعا بناعم إبحاره

فمن يأبه لوله المدن

قبل أن أفيق من سكرات السؤال وجدتني أمام

القبر

أسأل

أينا المدفون هنا

هو.. أم أنا

لكن من يأبه للمُقبر

ما الحياة بعده و قد كان الحياة في حياتي

و كنتُ...

بعضا منه

أ ما عاد يأبه

لِم جافاني ..و اتخذ له عشا غير قلبي

و استحلفني ألا أبكي بعده

وفيت بوعدي أنا..

حتى و أنا أسلمه لمخالب عشقها

راضية..وفية بوعدي

فمن قد يأبه

لكن ...

ينهمر يجرف عشه الدمع

يغرق البحر.. يبلغ قسنطينة يطهرها

آثمة إذ شاركتني قلبه و زياراتنا المقتضبة

فهل تطهر قلب المنايا، فتتوب تعيده

لأنفاسي و نبضي

أ يمكن أن تأبه

أسمع صوته يلف العاري من روحي

يجمعني إليه.. يضم دمعي و الأشجان

يهديني أوراقه و الأقلام

ارتعشت دوما و أنا أقبض عليه متلبسا بالكتابة

لكن من كان ليأبه

هنا على هذه الصفحات كان يصنع فجائعي

هنا كان يكتب خواتيمه

و تعفن جثتي في المنطقة الوسطى بين الحياة و الموت

وما كان يأبه

لا صراخي ،و لا غيرتي عطلت مكينة الموت بين حروفه

و أنتهى

أتأمل هدوء يغري بالدهشة

من كان ليأبه

غيرها ...غيرهم

رشقوه بالظهر ..خافوا هدوء نظراته

أسلموه لها ..للموت ..اختصروا عليها كل غزل

خلفوا لي صرخة أخيرة

لزمت بعدها عمرا من الصمت

فمن يأبه

خطواتي لم تسعفني ميتة إلى جواره

لا ..بل هو حرمني رفقته

أحكم إغلاق الباب

للمرة الأولى يفصلني عنه

وما ملكت غير تأمل هدوء يغري بالانتحار

عشقا

من يأبه له

من يأبه لي

من..قد يأبه للعشق

ربما ورشة الموت

أحمل حروفه أروي حكاياه لورشة الموت

نتنفس أنفاسه نتلبس به

أ تمتهننا الكتابة بعده

و
تسير بنا إلى حيث حملته على الأكتاف