mercredi 28 décembre 2011

براءة بياض



منهك صمتها العالي، حال انتصابها بين السماء و الأرض على جسر سيدي راشد..تحمل طائرة ورقية على جناحها الأول كتبت " الكتابة صناعة دهشة" و على جناحها الأخير كتبت "الكتابة فعل احتراق"، غارقة في فراغ ممتد بين دفتين من صخر،تجرها ذاكرة الشجن الأحمر للثوب الأبيض الذي أرغمت على ارتدائه، و كانت طفلة في السادسة من العمر ؛ لا تعلم لمَ ارتداء الأبيض اليوم دون كل يوم ..و لم اصطفت فرقة والدها على امتداد الشارع الرئيسي مدججين بحنو لم تألفه،للمرة الأولى ترى البراءة على هذه الوجوه التي طالما عكر سماءها وجع لم تعرف أبدا ما هو. يقبض نبيل أصابع اليد اليمنى التي مازال الحبر يغطيها ،و نور الدين اليد اليسرى، و تقدما بها خطوات ..
ليقفوا منتظرين صندوقا مغطى بالعلم.. تبتسم تحاول القبض على ألوانه..هذا الذي طالما اعتلى عرش السحاب ترفعا عن ملامسها، تلجم حركتها صرامة قبضتيهما، و هيبة هطلت على غير ترقب، يدخل العلم غرفة تنتصب بها قامة والدتها،يرفع العلم يفتح الصندوق على وجه الوالد، يرتجف الجسد، تحكم القبضتان عليه، تنفتح صفحات الدهشة البيضاء ، لا تعي ما ترى..الطفلة
تتقدم أمي بثوبها الأبيض تحتضن الجسد الذي مازج خضرة البزة العسكرية بحمرة الدم، طوقهما البياض الناصع، ليفلتهما و يحتفظ ببقايا الحمرة تنتهك البياض .
دنت من والدها رجفة تحاول أن تقبّل وعدا بالغياب، مدت شفتي البراءة إلى وجهه، و بياض الأنامل إلى موضع السلاح تتحسسه كما فعلت دوما..فلا تعثر عليه ، تصرخ ملئ المدى – أين مسدس والدي.
تأتيني صفعة والدتي: – أ كان ليقتل..لو حمل سلاحه...
ينهمر البياض شفافا، صفعة يد، صفعة غدر، و صفعات.. من كلمات لا يكبحها الدمع. والدتي الملازم الأول لم تذرف منه قطرة، انتصب كبرياؤها برجا ناريا، أما الدمع فحفظَته لوحدة الليالي، تطهر سوادها ليمتد بياضا شفافا غزيرا. يتقدم منها مساعدها حاملا صندوقا مرعب النقشات، تفتحه،تستخرج مسدس والدي بكاتم الصوت،تدنو مني ترشقه بظهري يتوسطها،تشده تنورتي البيضاء.
يحملون قبلات لم تطبع على بياض جسدها بعد
و عناقا لم يمتعها به بعد
و كلمات لم ترسمها على أوراقه بعد..تطويهم ببياض شفاف ..منهمر..و ينطوي العلم..يخلفون لها وعدا بغيابه حتى الأبد .
و أنا الكوكب الذري من سمائي السابعة ، أرقب بياض جسدها الذي كتب عليه بالحبر السري .. أرنو عاشقا لوقوف صمتها العاري، متأملة بل غائصة، في بياض طائرة الورق بين يديها، مرة أخرى تقرأ " الكتابة فعل احتراق..الكتابة صناعة دهشة " هذي التي تعلمت الكتابة قبل الأوان، لتدهش نبيل سيد طائرات الورق، يفتح لها أشرعت الورق، يسألها انتهاك البياض ببراءة الطفولة، على الجناح الأول تخط أمانيها، وعلى الثاني تشكل الكلمات دهشة. بعد عقد تعلمت صناعة طائرات الورق، كتبت على الجناح الأول "وجه آخر للوطن" و على الوجه الثاني كتبت "أحبك" وضعتها على طاولة صغيرة تكدست عليها منشورات.. بيانات.. إعلانات..دعوة لمسيرة سلمية..
هي بنفسها كانت كاتبتها ..خالت نفسها تكتب الوجه القادم للوطن..
و أنا الكوكب الذري من سمائي السابعة، شاهد عاشق لبياض جسد أنتهك بياض الصفحات، و لطخ الوطن بالدماء..و ها أنا ما أزال..و بعد عقد من العمر شاهد على وقار البياض يقف على الجسر يلقي بنظره إلى الجوف، يقارب وادي الرمال..شرخ المدينة ..هاوية الهوى ، فتلتقطه الذكرى، و تعيده إليها صورة بياض ثوب ارتدته بعد رجاء من نور الدين ، هو قال بثوب كنقاء الصفحات ،اخرجي ،لنرفعك حمامة المظاهرة، و نهديك لقلب الوطن ..
قبض أصابع يدها اليمنى،و احتضن نبيل اليد اليسرى و خرجوا ، لا يزلزلهم صراخ والدتها التي أقسمت أن تعتقلهم،و تسلخ جلودهم،و لا هزتها شتائم الأم ،إذ تنسبها للخادمة ..
- تربية خادمات.. ماذا انتظر منك ..خائنة ..حقيرة ..
جنبا إلى جنب سرنا ..مزق عبّاد الوطن صفوفنا..اخترقونا..و يعرفون أنّا بياض يشبه بياض قلب الوطن حد الالتباس.
في فزع الاعتقالات المنظمة حد العشوائية تمزقت الصفوف لجمت الدهشة براءة الخطوات، تخطفت أيادي مدججة نور الدين،في لحظة غفلة واحدة وجدته يسحب من بين أصابعي ..صرخت ..اندفعت ..لفني جسد شقيقه نبيل،سحبني نحو هذا الحائل الصغير بين امتداد جسر سيدي راشد و امتداد الهوة ..الخواء.
تقبض عليه الأيادي تسحبه فلا يزداد إلا تمسكا بي ..تتعدد..تتضاعف، يعض بيديه علي..لا يملك ...يتشبث بالجسر ..يقطع أملهم بي ..بنا ..
فيقطعون كل أمل له..لي ..لنا ..بطلقات تمزق الجسد الحبيب.
يخترقه الموت، يدنو مني،ألف يدي وراء ظهري ،أسحب المسدس ذا كاتم الصوت و ...
أطرزهم موتا..فأمي أعدتني للقتل..و ها أنا أقتل
أ انتقاما
أ فزعا
أ خوفا من الموت
أ حبا بالوطن ..الوطن لم يقتل يوما ..لا يمكن أن أقتل حبا بالوطن
قتلت ..
أنا قَتلت
و نبيل قُتل ..حمرة الدم تنتهك بياض الثوب ، و يهوي الجسد ذا البزة الخضراء ليكسو البياض و الحمرة ..ونكتب لحظة احتراق أبدي. أعود إلى بيت أمي ،تطوقني ،تعانقني،تشتمني،و تبكي،تغسل ما تلطخ من بياض الجسد بدمعها البريء
- يا تربية الخادمات ..لو اعتقلت لما بحثت عنك
بين كفي أحضن ارتجاف تقاسيمها
- اعرف أمي ..أعرف ..أنت تماما كالوطن تعلمين حمل السلاح، و تدخلين كلية الطب لأبعث الأرواح.
تمنحين الحرية..فقط لكبت الجراح.. و ككل أبناء الوطن أتنفس بعمق حريتي ، و أخرج عن حرفك لأكتب ..لأنتهك كل البياض..أمي..
و أنا الكوكب الذري شاهد على لحظة كَتبت الحب موتا أحمر، فانكمش متراجعا وقار البياض، و امتد بياض الفاتنة وقوفا بالموضع ذاته، بعد عقد عادت الفاتنة منهك صمتها العاري، حال انتصابها بين السماء و الأرض على جسر سيدي راشد..تحمل طائرة ورقية على جناحها الأول كتبت " الكتابة صناعة دهشة" و على جناحها الأخير كتبت "الكتابة فعل احتراق"، غارقة في فراغ ممتد بين دفتين من صخر، تجرها ذاكرة الشجن، تخرج قلمها،تكتب على مد الطائرة الورقية "تشتاقك الصباحات الندية يا وطني " ترفع الرأس يحضنها الغياب ينشب أنيابه بالقلب ،تخرج آهة ، و تعود تنتهك بياض الورق " ما أزال أكتب حبك انتهاكا أحمر لجسد أبيض" تلقي الطائرة و تلقي ...
و أنا الكوكب الذري من سمائي السابعة ما أزال أشتاق إليها..و إلى الصباحات الندية

dimanche 25 décembre 2011

رشفة موت ..أخرى

رشفة موت ..أخرى

صدفة أعثر عليك بين نبضات الفؤاد
فزعا يخبئ القاتم من الأتي
و ألقاك حبا يستتر خلف كلمات.. يرسمني صمتا
و أرسمه أملا موءودا قبل البدء الأول
هل تسليني عباراتي ، و كل تلك العبرات
أم أنك لا تعدو كونك رشفة سقم ..
بألوان الربيع
و عودة أخرى نحو الذكرى المقيتة
أستعيدك ..و أستعيد أيامي الخوالي
أ ..يمكن أن نعود كما كنا حلما بألواني.. أنا
أم أن الموت ما يزال يترصد عند أبوابي
يخطف الطارق قبل الطرقة الأولى
فلا أفتح شرفات الفؤاد إلا على دمع
لا يعرف من يبكي

mercredi 21 décembre 2011

خاتم لغة

خاتم لغة 
 

مقتطف من "رسائل ألف عام مضت"


على هذه العتبة أمام باب هو لمنزلي واجهة، تخرج كتيّبا صغيرا، تضعه بين يدي، تكتمه بكلتا يديَ و تكتمهما بكلتا يديك تؤنس الجبين مني بقبلة و تغادر.
تنصبني قبل أن أستفتي القلب ملكة الحكم على قلبي شنقا، تبرئ ساحتك من دمي وتشكلني جلاد يمارس جرمه على ظهره ..
أي مذبحة أعددت لي،أ يمكن أن تكون نهايتي موقعة بيدي.
أجلس إلى كتابك دماء لم تزهق مني بعد كانت تتدفق منه، على العتبة منه وجدتني معلقة "قصائد ألف عام خلت" ذاك عنوان فصلي الأخير،الفصل الذي كتبتَ لي، قبل الأبيات أعثر على خاتم بدقة إصبعي جندي آخر أرسلته تراه من الصنف القناص أم أنه مجرد متدرب،و أني لست بعناد من يرسل إليها قناص، بلى كان كذلك،ترى لِم تبدد غنائمك هنا هذه معركة لا تحتاج فيها إلى خاتم باهظ الثمن شديد الأناقة ،جل ما يحتاجه رجل من وزن الريشة الذي أنت عليه..
أنت لا تمتلكه و أبدا لن تمتلكه، ذلك المستعصي ما هو إلا صدق قول حتى إن لم يتفق و صدق العمل، النوايا الحسنة التي لم تصنع يوما رجالا صالحين هذا حل اللغز.
أما قصائد الألف عام و رسائلي التي لم يلثم الحبر فلا تحل الأحجية

dimanche 18 décembre 2011

ثالث اثنين

ثالث اثنين


هو..تجرعني كأس عشق، و ارتشفها نزوة
هي اجترته مرارة
أما أنا فعدت أسكب في الكؤوس دمي

jeudi 15 décembre 2011

ثم إني رأيت ..


ثم إني رأيت ..
غيثا من ملامحك يسّاقط  على نقاطي الأعمق
أغمضت عيون الشوق على بقاياك ، و تبعث زخاتك
ما رأيت.. مع أني أبصرت
ما كانت أكثر من حفنة ضياء
تفجرت في تجاويف ما بلغتها قبلا
تنامت
ثم إني رأيت ..
و كنت بعرش الضياء أنثى
لكن ..
من الذكرى ما ذكرت
غير بسمة طرقت أبواب مملكة الشجن
و لما تفجر الضياء من قلب العتمة كنت الأمل
و لما مررت أنامل الشوق ، أصغى القدر
لكن كانت مواقيت السعد قد انتهت
و ميقات البهجة غادر بغير رجعة
و إني رأيت ..
كلمة واحدة .. أحرقت قلبا ..مزقت وجدا
ثم إني رأيت .. و كان الضياء يلملم أشلاءه
 و ينتهي للخواء
و كان ذاك كل ما رأيت ...


vendredi 9 décembre 2011

قال أني ..

قال أني ..

قال أني حبه ..أن الشوق يسحبه فتتعثر باللهفة خطواته قال..
أني حنين يلاحقه، و زبد موج يلهب نيران الرجولة
أني الذكرى الأرق و الكلمة الأبهى
قال..
أني روح و ريحان...و الباقي من زمن كان الأمان
و أني ..قال
بسمة و نسمة ..تمر بالوجه تمحو رماد الأسى
و تشرع أبوابا من الهناءة، ترسم وردا
تغرس حبا..بل عشقا و هياما
قال ..ماذا تملك اللغة لتقولني و أنا النبض
فهل تملك اللغة ناصية النبض
قال...
بين اسمي و إشراق إطلالتي
بُذرت أنفاسه، و علِق فؤاد
فتاهت كلماته، و تشردت روحه
فهل آويها.
و دنت ..انحنت تلك الروح تتلمس نبضي
تتحسس مواضعها
تسأل النبض أحفرت بين دفقاته عميقا أم
أن الشعر لا يقول الشوق
لكن ...
ما كان ثمة قلب
أنا ضيعته في رتابة عمر لا شوق فيه
قلت لا تجهد اللغة ..فلا مسامع لهذا الفؤاد

samedi 26 novembre 2011

التقاط دم و دموع



مساءَ قسنطينة الماطر ، التقط يدي، ساقني إلى جواره، قاطعا الشارع نحو ضفة خالها للحلم.
التقطته رصاصة "طائشة " أفسحته للنزف. بذهول شققت ثوبي لألملم دماءه و دمعي قبل أن يجرفها السيل.
التقطتنا أقلام الدماء و الدموع،سكبتنا سوادا على بياض الصفحات.

 وقوفا بمحراب الحرف، أيقنت أن السيل كان مقامنا الأنقى..

samedi 19 novembre 2011

فإذا خطرت ببالك يا وطني 



فإذا خطرت ببالك يا..وطني
اذكرني وجعا من نور يحلو له مراقصة ذكراك
عاريا حافيا إلا منك
و ترتسم بين الخطوات جمرا
و تحضن نار العشق
إذ لهيب يطفئ اللهب.. أنت
و إذا خطرت ببالك...أنا
يا وطني
اذكرني ..ابتسامة في العاشرة أحرقها
صمتك
سرير سكينة نثرت عليه غيابك
و قلما أخرسه عنادك
يا وطني
و إذا خطرت ببالك..
فإني تماما مثلك
نار و نور

jeudi 17 novembre 2011

رقص اللهيب على الجليد


شريك الحياة .. شريك الرقص على الجليد، صمم قفزة للمسابقة العالمية، و في كل مرة كانت تحاول مشاركته التنفيذ، كانت تخفق، فيصفعها القدر بيد حبيب التهب غضبه متنازلا عن القفزة الحلم، والتهبت إصرارا على أدائها..
تحت الأضواء، كانا شقين من نار على صفحة من جليد، أبدعت الحبيبة بأدائها، و تعثر الشريك بشكه.. احتضنته صفحة الجليد. أغمضت شريكته عيونها على الأسى ، و ابتعدت راسمة دائرة نصف قطرها خيبة الأمل، و بحركة حلزونية ظلت تقترب منه .. بلغته.. قبله القدر بشفاهها.

mercredi 16 novembre 2011

جريح تخطفه الهوى



جريج تخطفه الهوى 



عند أبوابك وقف القلب
جريحا يتقاطر أسى
زمانه ولى .. و الرفاق تنازلوا
بل باعوا الود ..و انصرفوا

و جريح هذا الفؤاد
تتقاذفه لوعة و أشجان
عند أبوابك.. وقف

و كنز من وداد أنت
و ..وطن أنت
و ..و بحر ممتد من سكينة و سكون
ضم القلب..لفه .. تشرب آهاته

و انتهيت
عند المرافئ أعيد ترتيب نبضي
أ عاشق هذا الفؤاد..
قلّبت أوجاعه ..ساءلته
مريرة مساءلة القلب للقلب
موجع هوى تخطف الفؤاد حال جراحه

ما كنتَ أكثر من ثمالة
أصابت الهوى ..و أرجأت الآهات
لك جراح الهوى ..
لك الفرار من الهوى .. يا هوى القلب





dimanche 13 novembre 2011

عبرات تدثر أوهام البسمة

عبرات تدثر أوهام البسمة



تنام دموعها على حواف ابتساماتهما
فتغادر الأماني سبات امتد قرونا
تـُبعث رائحة الذكرى عند كل إشراقة لسمرة الطلعة
أستعيدكَ ..أو أستعيدني 
أو هي الذكرى ..
هي تستعيدني فأَخفق بين نبضاتها
أي غد قد تسوق أيها الآتي 
لا أعرف لك وجهة 
أ بعثت من الأمس أم أنك مخاض الغد
ما تحمل بين طيات العبير، و تماوج الروح
إلى امرأة ما عادت تعرف أين المنطقة الوسطى بين الطفولة والرجولة
أ ضاع منها معنى الأنثى 
أم أن للتقاسيم تراسلا
و حيرى تبقى 
أسئلة عبور يمزق الأكمام و يفتح موصد الأقفال
أنا أو هي 
أو ...
أقسمنا أن نرميها تلك الكـَرة المرة 
و أن نعلّق البصر بالبصيرة 
عله ذاك الفؤاد ما يعود يشقى 
أو قد نفتك بقرون الذكرى فيعود يشفى

ها أنا في سراب الحضور الغائر 
أبتسم لألملم عبراتي 
و بلون واحة أنتَ ترسمني 
لوحة من فرح شجن 
فماذا يبقى للأنثى
غير بسمات على حواف العبرة
غير عبرات تدثر أوهام البسمة








jeudi 10 novembre 2011

سيدة كل الفصول

سيدة كل الفصول 



يا سيدة كل الفصول 
ترتدين الجمال سحرا 
تنثرين النظرة عطرا
و تسلكين الدروب نورا يضيء قلوب الحيارى 

* * *يا سيدة بجسد من فصول أربع 
القلوب معلقة على أوتار ، و ريشتك كما أنت ..الحلم
يا سيدة تتنهد عند قدميها الفصول 
أرنو أراك معتقة بالسادية
موشحة بأساور الفتك ، مكتحلة بأنين المعذبين 

يا سيدة بتقلب كل الفصول 
عطر الروح أنت 
و سماء من بهاء 
بديع من صنع الخلاق 
و بدعة تتسلل خلسة للقلب 
فتختلس كل ما عمّره 
و تخلفه خواء ممتدا 
لا يصح إلا لها ، لا يتنفس غيرها 
لا يحل لغيرها 
*** 
يا سيدة تحار إذ تدنو منها الفصول 
بدمي تخالين أنك تتطهرين 
بصمتي تعتصمين عند حواف حرفي 
بنبضي تذبحين قلبي
تشكلين الحسن سيفا 
و العشق قفصا ذهبيا للحرمان 
يا سيدة كالعاصف من الفصول
تنتقين من القلوب الأرق 
تزهرين ، تثمرين ، ينتشي الكون بأريجك 
ثم تعودين .. بالقلب تعصفين 
و إياه تغادرين 





jeudi 27 octobre 2011

حفنة من الذاكرة


حفنة من الذاكرة


وردة.. شمعة.. و حفنة من ذاكرة لا يملك القدر عليها سلطانا.
مسيرة عشق و تقاطعات قدر، ثم انقلبت سخرية.
ضحك القدر
قال.. أنه أقسم علي و أني ما صدقته.
و أنه..
لن يمهلني، و لا أعرته مسامعي.
زحفت خلف تماهي السراب، و قصصت الشوق صمت، و بعضا من براءة الأطفال.
و قال القدر لن أمهلك
فابتسمت، و قلت لا تكترث
أنا استنفذ طاقتك في مواجهتي...أنا أبدا لن أموت قبل أواني
و....و ضحكت، كما دوما فعلت.
ساق أعاصيره، ما كان يدري أنيَ انهيار ثلجي يجرفه و يجرفها، و أني أمحو كل تاج على سلطانه
لكن قفي بين الحروف راجية، هو قالها، و أنا التفتت أفتش عني بين حروفه.
قال هديتي لك تيه، و بعد التيه تيه
قلت تجمل، فالأنثى تغزل شرانق من حرير.
رمى ورقة اعتادتها الذاكرة، حمل إلي، أو هو حمّلني اسم الموت، كأن ذاكرته ما عادت تنفع
شحنت له النسيان
فسقط من حساباتها أني نسج حروف من موت، أنه شكلني موت، و أنه يوم أهداني الحياة غلفها بورق الموت الشفاف.
و ما جابهته إلا بهدوء الصمت
و تواتر عبرات ما عادت تعرف كيف تستتر، أتراها تفتش عن بياض يلف العين
أم أنه القدر
مجرد قدر يلوح بعد عام من الوهن و الشجن، ليسكن الأحبة شبرا من ظلماء الذاكرة
و قد كانوا ...
فما تبقى منك ألا أيها الغالي
غير حفنة من ذاكرة أرهقها عمر من الموت
عمر من التيه بين تقاسيم الوجع
و إنك أيها الغادي نحو مساحات الصمت الأبدية لوحة أخرى للقدر
قدر يتفاخر بالصفعات و قد ضيع النبضات
بين شظايا الذاكرة

mercredi 26 octobre 2011

راقصة الموت المباغث

راقصة الموت المباغث 

ر

العيون العالقة عيونها على جيوبي سارعت تخبرني عن شحنة أسلحة يسوقها عدو والدي
، عذرا أقصد سيادته أحيانا يصعب علي التمييز ،
قررت هي له
الاستقصاء لم يك عسيرا، على امرأة تستر رتبتها العسكرية، فقط لأن اللغة لم تؤنث الرتب العسكرية ..خططت ، بلـّغته
قال: أرسلي الملازم و امكثي ، فقد يكون مجرد شرك لبلوغي
قلقه عقدة لا فكاك لها ، خوفه الأعظم أن يقتل ، كأن الخلود شرّع له
له وحده
قضى عشرين عاما يدربني ليضربني طوقا من ياسمين على أسوار الجحيم
فأنا الحارس - الوحيدة التي- يلازمه من العمر عمرا
و ...
ها أنا – حارسه – الشخصي ، و –عميد- رهانات الزمان و الأمان
حظوة من القدر ، و لحظة جنون متقد
أهديته شحنة كانت موجهة لأعداء وطنه الذي لا يهني منه غير رتبتي العسكرية المسكوت عنها ، ركبت سيارة مدنية ، و أقلعت نحو مرقصي الليلي
أسأل القدر تراني أفقد هذا الجسد البلوري على هذه الرقصة، أم أني أنعطف و القدر نحو ممر آخر من العمر ..
أخذت نبيذي الأحمر ،في كأس شديدة العناية بجسدها
لمحت صورته على المرآة التي نصبت لأمثاله ، و ما كان أحد ليعترض
أسقطت عن كتفي وشاحا حريريا لا يقي من برد قسنطينة ..بل يلهب الشوق للثلج المتراكم تحته ...و تقدمت من ساحة معركتي الأخيرة
هو..
كان يشبه الصمت
و رهانات الرجال الجوفاء
و يأخذ كثيرا من ملامح الكبرياء
لكنه الخواء
هكذا بدا
رجل بنظارات مثقفة ، و نظرات ثاقبة ، تقرأ كل حركة لجسد أتقن أنوثته
 - حتى بعد عشرين عام عسكرية -
تتكسر ألوان الأضواء عليه فتثمل ، و تلفه الأنغام فتتيه فيه.
هذا الجسد عدوك...ستهديه اليوم للموت
أو لسيدك..و لن تملك منه رشفة ..و لو مختلسة
فلابد تعرف أني لئيمة أشي بك عند سيدك ، و لن يستكثر عليك رصاصة بالرأس
اللعبة موت .. أيها الغر
و أنا منذ عشرين عاما أحترفه
إليك الجولة الأولى
أغرز عيوني بنظراته
يتصدع فؤاده
أدير ظهري
أرقص ...رقصة الموت الأخيرة
ترى أين تدفنني بين الثرى أم بين شفتي سيدك.
خلفت له كأس نبيذي الفاخر ، قد يروي ناشف ريقه
قد يرتب نبضه الذي خلخلت الرقصات
خده على مهل ..برشفات أنثى حتى لا تترنح نظراتك فلا تقبض انثناءات جسد لم تطمس الرتب العسكرية المتناوبة عليه معالم الحسن منه ، بل و بعناد رجل ظلت تقام و تتبرعم فتنة و إشراقة كل يوم
لو انطفأ وهج الأنوثة ..لو أن الزمن خلف آثار عبوره من على هذا الجسد
لو أنه فقط أطفأ وهجه ..لما اتسع الشرخ بيني و بين سيادته
بل و بيني زوجته السابقة أمي التي فرت منه ، و خلفتني ما خافت علي جوره، أو ربما خلفتني لأحميه من جور زمانه ..لماذا أنجبتني التعيسة
أرفع الذراعين لينسكب نقاء الجسد الذي صور الخالق، يستر تشوهات نفس شكلها الوالد/ سيادته
أهز الخصر تتأرجح جوارح ذلك المتأمل على أشكال حلزونية يرسمها الخصر ، ولا يملك الفن تشكيلها. تتفتت الرجولة على حواف الحواف ، تتسلق آهاته الرجولة التفصيلات كلها، قبل أن تـُرسم أنصاف الدوائر الأخيرة
و يُسمعني الحروف الأخيرة ..كم كلمة قد يقترف فتى غر ، أسلم فكره لجماعات تغزل كلمات ..لا شيء غير الكلمات
أ يفتح هذا الجسد سر الخالق أمام عميه ، أم أن زمن المعجزات خلـّف الزمان ، للبرهان بقتيل معد على مهل
و القربان هذه المرة أنا ..راقصة الموت
أتدبر الميتات بذوق رفيع ، أختلق أعداء من طراز مميز
الفتى الغر التائهة دهشته بين تفصيلات جسد يفتت الرجولة ، و يطلق أوجاع فتى لا يعرف من أين يستلم الجمال
أعيد إليه الظهر المتدافعة ترانيم نقائه لتنتهي عند الفجيعة ..مسدس بكاتم صوت ، لا تكتمه تنورة تجهد حريرها لستر ما أجمعت النساء على ستره
في الجولة الثانية أفسحت له الساحة و استأنست بكأسي الفاخر
قابلني الساقي بسيجارة تعد حصريا لي ، لم أسأل يوما أي نوع من الحشائش هي ، فكلها من بدائع خلق الرب
أو ربما من إبداع المخلوق المتردد بين السمو و الدناءة ، و من يهتم طالما تحرق آهات الصدر
على جمر تذيب ذكرى الوالد و الوالدة و وطن منحني رتبة عسكرية عجزت عنها اللغة
يجالسني الفتى الغر يقول أنت على اللائحة السوداء
أنثر دخان سيجارتي على وجهه ..تتجمهر على نظراته المثقفة
ربما تقصد القائمة الحمراء .. هي حمراء بلون القندورة القسنطينية التي لم ألبس بعد، مع أنها مطرزة بالذهب و الذهب يليق بي
سويت الوشاح على شلالي النقاء
لأتخذ من موقف السيارات ساحة للمعركة الأخيرة ، فلن يقتلني الغر أمام عشرات من كابتي عشقي
أخشى أن يجدوا في اغتيالي السلوى ، عن رغائب ظلت مؤجلة ، ما كانوا يجرؤون حتى على مصارحة أنفسهم بها مسدس الخصر كان الكاتم المانع
الجولة الأخيرة
سيارتي بريئة تمام من رتبتي العسكرية
تقدم الفتى الغر ، تأملت خطواته المثاقلة البريئة تماما
أ هذا كل شيء
مهانة الاغتيال بيد واهنة ، الفتى يصلح للعشق الذي لم ألثم ، و الطفل الذي لم أنجب ، يصلح لعبادة جسد لم يعرف من الحب و لا حتى رؤوس أصابع
الفتى ببهاء معشوق
بلغني اليدان خلف الظهر و النظرات مغروزة بمواضع الأقدام
أما رتبتي العسكرية فـ - قناص -
في غفلة اصطنعتها غفلته سددت نحو القلب ،القلب الذي لا يسحره هذا الجسد ..يقتله
أخطأت القلب أصبت الكتف .. أسفل شموخي تمدد ينزف شبابه ، وفرحا ما عرفه ، و نبض حب ما أسعفه البصير ارتقاء له .دنوت منه نثرت دخان سجائري على وجهه لأكون آخر أنفاسه، يمسك طرف وشاحي
- أهربي والدي يريد دمك في آنية من ذهب ..فوالدك يشيع أنك من ذهب بذخيرة والدي
و ما أنت إلا ملاك راقص ..على أول طائرة..اهربي ... سأرسل من يتكفل بك
-أنا...أنت
- ما أنت إلا ملاك راقص
أ ..أ خبره أني الشيطان
و أني ...
ضممته ..أو اختطفته
و طرت لا وجهة لي ، لابد أننا مطلوبان من الطرفين ؛ بيت والدي طفحت جحيمه لتحرق أسوار الياسمين
الثكنة ..
بيت والدتي بالضاحية ..
لا أدري أن كنت أسوق أم أني أقلعت ، كنت أحرق والدي بين حروف لا تلفظها شفتاي..
 بلغت الجرف القسنطيني ..أغتال بصري على حواف الشهقة القسنطينية
أ هي طقوس العري قسنطينة أم أني معدة سلفا لموت مفاجئ ، و تصفية حسابات القدر العشوائية
تبا لك ..تبا له ..تبا لها
يد الفتى تمتد نحو طرف وشاحي :
- استغفري ربك ..كفي شتائمك
أستعيد بصري أنثره رذاذا على جسد أنهكه نزيفي ، أحستها للمرة الأولى تهطل على الوجنتين
لا كانت الثانية؛ الأولى كانتا قطرتين ما بللتا الأهداب يوم راقبت انسحابها من حياتنا
تلك الوالدة
اليوم أجهشت ..لا أعرف حقا ما يبكيني ، فأنا ما بكيت قتلاي قبلا ، و لا بكيت نفسي يوما ،و لا عرفت الدمع حتى ، فإذا الصدر ينقبض ثم ينفجر ،و يعلو الشجن لحنا لم أرقص عليه قبلا .
أركن سيارتي على حافة الجرف القسنطيني ،أخرس رأسي بين دماء أزهقتها ، تمتد يده تسحب خصلات شعري
تخاف عليها البلل :
- ارحلي ..هيا.. اتركيني هنا و ارحلي ...
حرفتها نصف دائرة فقط لأشكل ميتة تليق بنا، تليق بكل منا
فقسنطينة أم لا ترد من ارتمى بين شقي الجرف

lundi 24 octobre 2011

بقايا وطن


بقايا وطن

 

الموت مستعمرة أليفة للبقاء ..قالت لي

هل يعرف أحد كيف يكون الموت أليفا ـ فأنا مذ عرفته كان غيابا بأنياب حادة، وسياط قاطعة

هروبا من صورتها ..و صدى صوتها ، سكنت قلمي ..و خلوة البوح للغياب..

خبرت عنها الشوق و البحر ..أنامل القدر و حماقات الرجال السرية

كتبت عنها قصة حب كانت تكتمها ؛ قصة النبض الأول ، النظرة الخجلة و الكلمات الثكلى

قصة تلتبس بالوطن ..ببؤس الوطن يوم شرب خمرة العصيان ، و غرد لبعثرة النشاز

..قال الوطن لا ائتلاف اليوم ..افرنقعوا ..صرخة جاهلية فجرت الحلم فكان الوطن ذبيح صوته

و كانت هي بعض نزفه ..

مسكين وطن لا يعرف أسماء أبنائه..مسكين ذلك الوطن فما كان يعرف اسمها ..و لا تاريخ نبضها

و لا همس العشق الذي شرع يفتح عيونه بين جفنيها ...

مستوطنة الموت الأليف تلك سلبها الوطن..الموت ..النشاز ....

جميعهم بقبضة متحدة سلبوها نبض الفؤاد

خلفوها أشتات متناثرات تعد السويعات فإذ هي ساعات

ترقُب انحسار الغياب ، و إشراق بسمة حب

لم تشرق بل ذهبت بنور وجهها ، و ماء صباه و خلفتها أشتات وطن ذبيح ،على جسد طفلي بريء

قبلت قلمي ..

كتب مرة أخرى ..و أخرى ..و أخرى

أتممت ألف صفحة ..و عند الصفحة الألف

عدت أعد حروفي ..أسائل النفس تراها هذه الحروف تشبهها

مزقت صفحاتي الألف ..اكتفيت بالأخيرة عليها كتبت

كنت دوما المنى ..فكوني منى الفردوس

jeudi 20 octobre 2011

مكاشفات

مكاشفات 
قلبه التائه هدهدها 
آوت للنوم بين ضلوعه
خالته صار وطنا لها
انسكب عطرها بين أنفاسه.. تنشقها
كتم صمت عمر، و أوجاع ذكرى كانت قبلها
ثم ..
و قبل أن تفيق من سكر سكينة تلملمها 
سألها، عن ذكراها ..هي 
عن أمس كان لها، عن فجائع الذاكرة 
و عن فشل...
قبل أن تعرف للفشل معنى 
هو كان المعنى ....
غادرت ضلوعه 
تنفس امتطى الهوى أبحر بين البسمات
و تبسمت له.. تلك البسمات...
هنيئا ينصب الأشرعة 
و يخال الآفاق ملكا له 
ثم ..
ترتد النفس إذ ترمق الصدفة مرورها 
تتلعثم الأشرعة، تنغلق الآفاق دونه 
يجثم
إلى صمت الانكسارات و فيض من الحياة
ما كانت هكذا أمس 
ما بالها....
تقول شرعت أتعايش و الوجع
ما عادت مؤلمة تلك الجراح
اللقاء يسألها... 
تبتسم 
هذه حظوتك Rein que pour toi 
تخط مواعيدها ..موتً 
بيدها 
و تعلم يقينا
أن الغد خيبة اعتيادية لا جديد فيها 
تسأل المولى... هي اليوم
فتتساوق المكاشفات،و تأتي سافرة الرؤيا 
على سلالم من مرمر تمد الخطو 
و عند الخطوة الأولى يهوي الصعود 
يتفتت الوجه على ...
الخطوة الأولى 
تجمع أشتات الوجه، فإذ هي سالمة 
يستفيق الفزع على الإيمان
يسبّح اللسان ثم...
هل تقول لا ...
لا لقاءات لك.. لا غدا
يكفيني أمسي الذي رسمت دمعة 
تقلب النفس ...و أوراقها التي أدمت الجراح 
فلتكن زكاتي 
عشق الأمس.. أضحية اليوم 
أهديك مساحات الفؤاد 
ذبّحها كما تشاء أرق دمي 
امتص شراييني إن شئت
فأنت زكاة النفس 
و لغيرك لا أسلمها هذه النفس 
أنت جراحها و أنت بلسم الروح و رياحينها
من غيرك يقدم قرابينها
أنت زكاتي 
و قلبي قرباني عند الجراح
و جاءها...
أهدر الماضي و الآتي من عمرها 
ابتسمت ..
أهدته الأماني جميعها 
و راقب صمت الأوجاع 
و صمت الفجائع 
لا يدري ما بالها، أين فزع النسوان، بل أين التيه 
الذي كانت دوما
ابتسمت ما خبرته أنه 
زكاتها
و أنها بيديه ذبحت قربانها
و أنها لغيرها ما منحت أمان نفسها 
ليبقى لهRein que pour lui

mardi 18 octobre 2011

أنين الجمر

أنين الجمر 



خبر فؤادك أن لا لهيب للجمر
أنه يكتم احتراقه ليبعث بالجوار دفئا مرهفا لا يلفح
لكنه لا يقي من القر
خبر فؤادك أن الجمر يحترق في صمت
أن شيمته الكبرياء
أنه عن الكون يكتم الوجع
خبر فؤادك أن الجمر أبدا لا يكوي
و أنه بالقلب يحفظ ذكريات الحرائق
و ينتهي حبيبات متناثرات
تبعثها هبة النسيم
أنه يبلغ الآفاق مع النفخة الرقيقة
لكن البصر لا يكاد يلمحه

خبر فؤادك موجع احتراق الجمر
صامت أنين ذاك الجمر

dimanche 16 octobre 2011

الباقي مني لكم



جراح القلب تأبى الاندمال ..فأهدوه نقاء البياض 

كفنوه على مهل ..فوحده الكفن لا يلوثه النزف 

و شيعوه رقصا ..محتضنين الغياب 

و 

خطوة للأمام ..أخرى للخلف..نصف دائرة من الحنين 

ثم عودة للأمام 

احفروا له قبرا عند مرافئ مودتكم 

لتصلي على روحه نوارس لا تهجر إذا جاء الخريف شطآنكم

خلف نسمات يعبقها حبكم 

و انثروا بذرة الياسمين ..و لا تنسوا الفل 

أحبتي 

و من بعدي لا تقتسموا أرضي و سمائي بل ..تشاركوهما 

أرضي العطشى تلك تنبث قبل الحَب الحُب 

و سمائي نؤوم الضحى.. تساقط غيثا متى تشاء 

فأطبقوا سمائي على أرضي 

هذي وصيتي لكم ..يوم تغيب عيني 

اذكروني 

بغامر مودة

mercredi 12 octobre 2011

منبت الشوق


في القلب

رنات خلاخل ، عزف ناي حزين، و نثر من الحرف مهين
في القلب
جسر جسور يغشى تجويفا أعرج ، معلق على البوح بالسكون
في القلب رصاصة دهشة ، حلت على حين غفلة
مزقت الصمت ، باحت بالأنين
في القلب
وطن مسكون بالمواجع ، و حرف يدثر بعشقه جراحاته
و في الوطن
أرض نبتت عليها أشجار من الشوق و الحنين
و احترقت أشجارها بأسرارنا
و ما كنا آثمين
كان هو ...
الوطن المتلبس بخفوت الليالي ، و انطفاء الذاكرة
الوطن ما عاد يذكر
الوطن نسي أننا كنا طفلين في العاشرة
و نسي الوطن أنـّا ما عدنا اثنين
في القلب ..في الوطن
مستقر الغياب و متاعه حتى ذلك الحين

jeudi 6 octobre 2011

و كان للقلب ترجمان..

و كان للقلب ترجمان ..


في سواد توشح بالرمادي، كفن الوطن أحلامه
و جالس القبر الممتد بين الشاطئ الصخري ، و المزرعة الذاهبة لشحوب الصفرة
جالس الوطن ذكرى رجل كان كلمة
و
عن الكلمة ساءلته السماء
فالكلمات سر السماوات
لكن الوطن ما عاد يذكر السماء
و لا عاد يتقن التأمل
مسكون بالشرود غائر بينه و بينه
الرمادي شرع يطوقه
و القلب على بعد ميل من القبور
يصرخ به
.
.
.
.

lundi 3 octobre 2011

القبلة الأخيرة






القبلة الأخيرة 


عالقة كانت.. نظراته على دمعي المتحجر بالمآقي
فتح لي ذراعي الشوق 
و ..
حين لامست شفتاي جبينه 
كانت..قد بردت

dimanche 2 octobre 2011

ورشة الموت




ورشة الموت


La mort ne surprend point le sage

Il est toujours prêt à partir

[Jean de La Fontaine]


صورته على جدران صمتي تتدثر بالسواد

صوته..صدى أشواقه..و الباقي من همسه

عالقة كلها على جسدي

لكن من يأبه

كرسيه الخواء يجالس فنجان قهوة أعددته لوحدتي

و انقطاع زخاته عن قلبي

لكن من ..لوحدتي قد يأبه

على الأرض ..قيثارته كانت ما تزال تنتحب

يعلو صراخها تمزق آهاتها روحي

ألملم شتاتها، ألفها بأحضاني

أحاول رش شيء من السلوى بين أوتارها

أنا...ما تعلمت مغازلتها...

ما حسبت حسابا للغياب الذي أفلت له بسماتها

لكن من قد يأبه ..لبسماتها أو حتى لنواحها

تكسرني أشجانها، أفر إلى وسائدي أغرس رأسي أدفنه بينها

تنهيداتها، تحرمني لملمة أنفاسي، يصفعني سؤالها

هي ما تزال تنتظره...

لا تعلم أين غدا الغادي و خلفها

إرثا إجباريا احمله خطيئة تنتفض كل حين بين أضلعي

تتحاشاني اللغة.. حتى هي لا تعرف كيف تخبر عن غيابه

لكن من يأبه

ينكمش جسد كان معزوفته، تضيع نغماته

تتشرد حواسه، يبحث عن البصر ليحث الخطو نحو الغياب

فإذ هو و البصيرة ينتهيان إلى العدم

فمن يأبه

أ الليل يأبه

أسأل الليل عن غيابه..عن الموت

أ يعلمني هذا السرمدي كيف أمزق غشاوتها

و أستخرجك من أعماق سطوتها

يجثو الليل يصمت..

نصغي لموج يطرق تحاياك المسائية

فلا تلقي عليه غير سكون خلا من كل سكينة

من يأبه لها ..لي ،و ..لليل الوجِل

أجاور لهاث الأمواج بحثا عن الغائب

تسألني إلى متى هذا الجفاء...

كأن لم تعرف أن الموت اختارته عشيقا لها

و أنه فضلها علينا

و أباحنا للصقيع، و غربة تستوطننا

ما عدنا نعرف الدروب و لا الدروب صارت تأنس بمرورنا دونه

و لا أحد يأبه

كل شبر يسألني عنه..

قسنطينة ترسمه على وجهها الصخري

و كل فجر تهمس لي أنها اشتاقت زياراتنا الخاطفة

أنها...تفتقد قلبه الذي جعلها تحفظ اسمي و كامل أوصافي

و تسكن جسدي طمعا بناعم إبحاره

فمن يأبه لوله المدن

قبل أن أفيق من سكرات السؤال وجدتني أمام

القبر

أسأل

أينا المدفون هنا

هو.. أم أنا

لكن من يأبه للمُقبر

ما الحياة بعده و قد كان الحياة في حياتي

و كنتُ...

بعضا منه

أ ما عاد يأبه

لِم جافاني ..و اتخذ له عشا غير قلبي

و استحلفني ألا أبكي بعده

وفيت بوعدي أنا..

حتى و أنا أسلمه لمخالب عشقها

راضية..وفية بوعدي

فمن قد يأبه

لكن ...

ينهمر يجرف عشه الدمع

يغرق البحر.. يبلغ قسنطينة يطهرها

آثمة إذ شاركتني قلبه و زياراتنا المقتضبة

فهل تطهر قلب المنايا، فتتوب تعيده

لأنفاسي و نبضي

أ يمكن أن تأبه

أسمع صوته يلف العاري من روحي

يجمعني إليه.. يضم دمعي و الأشجان

يهديني أوراقه و الأقلام

ارتعشت دوما و أنا أقبض عليه متلبسا بالكتابة

لكن من كان ليأبه

هنا على هذه الصفحات كان يصنع فجائعي

هنا كان يكتب خواتيمه

و تعفن جثتي في المنطقة الوسطى بين الحياة و الموت

وما كان يأبه

لا صراخي ،و لا غيرتي عطلت مكينة الموت بين حروفه

و أنتهى

أتأمل هدوء يغري بالدهشة

من كان ليأبه

غيرها ...غيرهم

رشقوه بالظهر ..خافوا هدوء نظراته

أسلموه لها ..للموت ..اختصروا عليها كل غزل

خلفوا لي صرخة أخيرة

لزمت بعدها عمرا من الصمت

فمن يأبه

خطواتي لم تسعفني ميتة إلى جواره

لا ..بل هو حرمني رفقته

أحكم إغلاق الباب

للمرة الأولى يفصلني عنه

وما ملكت غير تأمل هدوء يغري بالانتحار

عشقا

من يأبه له

من يأبه لي

من..قد يأبه للعشق

ربما ورشة الموت

أحمل حروفه أروي حكاياه لورشة الموت

نتنفس أنفاسه نتلبس به

أ تمتهننا الكتابة بعده

و
تسير بنا إلى حيث حملته على الأكتاف

vendredi 30 septembre 2011

همس النور ق.ق.ج



همس النور 


من خلف جدار حجري ، كانو يتطلعون لنور الفجر ، قرروا الحفر بأظافرهم حتى بلوغ النور.
و على مشارفه أعياهم التعب، قعدوا ..فاجتاحتهم الوساوس و الفتن..نشبوا أظافرهم بأجساد بعضهم..همس النور.. بيني و بينكم صبر ساعة .


jeudi 29 septembre 2011

جسد الأشياء


جسد الأشياء

أفاقت على قبلاته مودعا دلالها،خرجت تشيعه من شرفتها العالية ، يلثمها عطر حديقتها،و بخار يصاعد من مسبحها.
وقوفا بمرآتها ..تتفقد زهو جسد لم تفسحه لتشوهات الإنجاب ،و تلقي نظرها على الطاولة، قطع ذهبية . .ثلاث خواتم شبك بها الحب جسدها المرمري..عطور فرنسية .. مساحيق تلهب سحرها،مدت يدها إلى مرآتها ..على حواف الطاولة كسرتها، لتطعن خواء رحم لم ينجب غير عشق بريق الأشياء

mardi 27 septembre 2011

سقطت منكِ سهوا









سقطت منكِ سهوا

















بينما تسوقين الخطى إلي ، تجرين المنى


و ترسمين خطوطا عريضة


خلتِها الحب، و علمتُ سلفا أن


موج الخلجان يمحوها


أن عبوركِ من على شرفات الزمان، لن يكون الأمان


و أني


لن أرسو عند قدميك الفاتنتي الصفاء


سقطت منك سهوا


و أنت تطبعين القبل على وجودي كله


لا تخلفين موضعا مني إلا لثمته..و زنت العمر بك


كأنما كامل العمر ما كان إلا أنت


ثم


سقطت منك سهوا إذ ينكسر على حواف الهوى حياؤك


و تجحظ بالمنى عيناك


و ما فتشتُ إلا عن زهر الرمان على وجنتيك، عن مساحات من الإصغاء


لغزل أبذره على صفحات محياك


ما كان لي من ذلك غير الأمنيات


كنت ترصفين أرق العبارات، و تنثنين على الجسد.. تسددين


أسهم كانت في قلبي أمنيات


ابتذلها الزمان بيمناك


فسقطت منك سهوا

lundi 26 septembre 2011

سيجارة لمنتصف الحلم

سيجارة لمنتصف الحلم 

عند الحد الفاصل بين الحقيقة و الحلم يحترف الكتابة.. هو رجل يكتب للغياب 
و تحترف إلهامه الحروف امرأة ليست أكثر من حروف لكنها..
حروف مسطورة على حواف من نار .
سيف رمشها..بقايا سجائرها 
كانت موطن أحلامه ، ذاك المفتون بعشق أنوثة تنسج من جراحاتها وكرا لكل الرجال 
و بوكرها يشعل سيجارة عند منتصف كل ليلة، يقبض بيد أناملي 
و بالأخرى يخرج حرائق الفؤاد بين بقايا لفافة من تبغ.
يسحب نفسا عميقا ، و يستسلم للبوح بعذاباتها ، يروي لي عن أنوثة احترقت بلهيب جمالها
عن أحلامها الرقيقة التي ذابت بين يدي رجل ..آخر 
و يتمدد على صدري ، يحرق آهاتي ، و ..يقول تلك الأخرى بلهفة العشق 
يد تمشط جسدي تبحث لها عن مستقر السكينة، و الأخرى تعبث بسيجارة منتصف الليل

تطفئ بين رمادها بقايا عشقه 
أ تراه ينطفئ ..
على شفتي يطبع أحلامه بلقاء شفتيها ، و يخلف شيئا من أنفاس سجائر صارت سجائرنا 
ما عادت سجائره 
ينتشي بها صدري ، تضيء عتمة منتصف الليل
أحتضن لواعج عشقه ، و أنين أنثاه بين ذراعي غيره 
و لا يتردد في الصدر غير صدى سجائر تحرق منتصف ..
الحلم

و التقينا ..



ها نحن نلتقي 
أتعثر بأشلاء العابرات بعدي و قبلي
في البدء كنتُ ثم توالت النسوة فاندثرت
ما عاد لي من أثر على ثرى ذاكرتك
تنقب بين مدائنها فلا تعثر على مستحثة قد تكون أنا قبل الألف عام.
لا تجهد فرشاتك فما عدتُ هناك؛ التي خلفتُها ما عادت تشبهني
فراقنا الأول اقتلع ملامحي، و أعاد تشكيل صلصالي
و أخال نساءك أعدن رسمك بملامح الأبطال أم أنها فقط بطولة رجل يملك أن يهجر الحبيبة ألف عام، لا يلقاها إلا سلاما عابرا.
و ها نحن نتقاطع، و نسترجع عاداتنا بالافتراق سريعا عند كل عتبة للبدء
ترانا أبدا لن نبدأها قصتنا الواهنة.
أجلس إلى الورق أخبره عنك؛عن نقطة تشبه لحظة تمزق ألف عام من التيه
تحدث شرخا بسيطا ليعود الجفاء يلتئم.
لن يتوفى حتى بعد ألف ألف عام جفاؤك وبالغ إهمالك.
نقطة انتهت الرسالة الأخيرة. دفنتُ ذكرى رجل كان لي.
الباقي من الحبر أرقه أو تطهر به أيها القلم .. بل أيها القلب.
أطفأت شموعا كانت ضياء العمر
و أغمضت العيون لأول مرة بعد ألف عام
أغمضتها على تقاسيم وجهي لا وجهك،و حلمت بغد يكون أنا لا أنت
تراه يحل و لو لاتفاق مصادفة
و لو ليوم واحد بعد عمر نذرته لك رجل العمر أولا و آخر


مقتطف من "رسائل ألف عام خلت"