jeudi 31 mai 2012

رأفة القدر


رأفة القدر


ابتسمي
أضيفي للقهوة المرة سكر اللغة
يوسف بوذن  

قال لها و الدمع يحرق أوردتها ابتسمي.. فروحي لا تحلق إلا على نغمات شفتيك، خطأ اقترفت التحليق روحها ..على بسمة اقترفتها ارضاء له ، مالت على كتفه، أسكنت رأسها ما خالته سرا بينه و بينه ، ارتجف الفؤاد أسلمه ودها ، تشرب الحب رحيق الأنثى ، زهرة العمر التي لا تفوح إلا لعشق متوحش ، يستل حياء الأنثى ..
ابتسمي ..
        اقتربي ..
هنا خافق مسلوب بعطرك، و هناك شتات الروح، لا يسأل إلا عنك، فأفصحي..
هي أوجاع ، من زمن الوفاء ...ما غيب بسمتي، و ها أنت أمنيتي.. تعيد إشراقتي ، فتورق أكمامي و أعود ..لثقتي بأن القدر قد يرأف يوما بي ، يا رأفة القدر بقلبي ..بصبري ، بالحارق من أوجاعي
تسترسل الثرثرة المؤنثة تروي ما كتمت من تفاصيل لا يعرفها غير القدر..و رب القدر
و يسترسل الحب متشربا الجسد و الوجع ، وحدها أنثى من ورد و تفاح تسرد أوجعها بآهة لذيذة..بهذا الحنين الدافق ، فتشعل بالنبض عطرا ..وحدها  
و في سمائها كان شمسا من شوق بعضه دافئ.. بعضه حارق
من بين كلماتها سحبته الأيام أودعته سرها و تطاولت ممتدة لا تعيده إلى حضن حبيبة قلبت أماكن الذاكرة حتى عثرت عليه، كان نارا قلبها و منه اعتادت أن تسقيه
قال لها و الدمع يحرق أوردتها ابتسمي .. فروحي لا تحلق إلا على نغمات شفتيك .. و خطأ اقترفت الاحتراق بدمها و الدمع ، ظلل الحب جسده بأسرار أمسها ..ارتداها واقيا ضد الشوق و اللهفة
تمزقت بتلاتها ، ذبلت في رمش الدمعة وريقاتها ، لم يبق من الحلم غير رماد قصيدة تذروها في عيون الحب و قد عمت ..حملت هزائم الروح التحفت الصمت ..و سارت
تبحث لها عن عزاء ، بين قلوب كانت امس الوفاء ..فإذ هي لا تجني غير الجفاء ..
تلمحها قطرات ندى عطرة ، تقربها ..تشغل تشققات القلب تعطره ،تعيد إليه ربيعا بدا ذابلا..
تبحث عن وجه الصفاء ، من ذا الذي انتشل الروح من تفاصيل العناء ..  
تتردد الملامح ..لا تدري اتهرب ام تتكشف ، تركبها موجة الشوق ، تحملها دفقة واحدة  
ابتسمي ..
        اقتربي ..
هنا خافق مسلوب بعطرك، و هناك شتات الروح، لا يسأل إلا عنك، فأفصحي ..عن ابتسامتك


إلى الروح الشاعرة : د.أحمد الهلالي
يكتبنا  دمع القلب ..رأفة قدر 


31-5-2012





مذكرات على حواف الموت -2-

صغيرة هي الكلمات أمام فجائعك يا قلب 

موحش هو البوح بالغياب 
غريبة هي اللغة لا تحسن للموت أي عتاب 





أحبك 



فحسب 



صديقة الأمس 
صديقة الدمع 
صديقة البسمات 
صديقة الجنون ..المجون ..و كل الخطايا البريئة 



أحبك رغما عن كل الذي أغرقنا بالـ ...بنا 






وردة هي الموت ، تتفتح بالأوردة 
لكنها ..نارية 



فخورة بضعف ذاكرتي 
لكن ضعفها لم يجدني اليوم 
ما أزال أذكر تفاصيل أحلامك 
نغمة ابتسامتك 
مجون ضحكتك 
أذكر ..أكثر مما تتذكرين عنك 







حسام ..
كل السيوف قواطع إن جردت ..و حسام نظرتك الكسيرة مزق صبري قبل أن يغادر غمده ، و أنت تثني صوتك.. و حسك لتنسحب معتذرا ، لا أستطيع اتمام الامتحان ..أستاذة
تمتد يدي تحاول القبض على شتات الشباب الذي عصفت به رياح الأسى المتفجرة من قلب قلبك ، تحاول يدك عبثا بلوغها ..يهزمنا الوهن ، يتفتت اللقاء ، تتفتت الجوارح ..تنسكب عبرة أخرى ..قد لا تكون الأخيرة تبكي شباب آخر ..اغتصبه الداء ذاته 






وقتها انفرط .. لم يبق منها غير شمعة دامعة ، تبحث في تجاويف الروح عني ..أو عنها 
عن اللغة التي ضيع عام من الصمت .. 






و أنتهيت أخيرا مستأصلة للثابت الوحيد بالنفس 
سأغفر للقلب خيانتها ..سأغفر لقلبي طعنها بوفائي 
و سأغفر لقلبي أخيرا ..موته حبا بها 






قطرة الندى التي وقفت وسط الاعصار ترسل سلام الباقي منها ..لغيابك 


mercredi 30 mai 2012

مذكرات على حواف الموت -1-

حين جالستها للمرة الأولى بعد سنة من الغياب
حفت العيون عبراتها
حاولت فهم أنثى أعرف عنها أكثر مما أعرف عن نفسي
ما استطعت
حينها سألت نفسي ، قبل أن تغسل القلب دمعتي
ما معنى أن نكون أصدقاء

هل التهديد الصريح من الموت يفتح أفق الرؤيا ، و يعري الصمت أم أني كعادتي تتشربني خيالاتي ، و تغوص بي إلى حيث لا يجب أن أبحر
****
بعض الصمت قد يسعفني فالكلمات ما عادت تجدي

كم مجحف الصمت حيت يطبق على شفتيك
و أنت بهجة امتدت لمقتطف صغير من عمر بريء
***
كم أنت بريئة ، كم أنا سادجة ..كم صامت الموت

الليل و الصمت و ربما الكبرياء
نسخة مبسطة عنك
و أنا و الموت و أوجاع لا تتقن الصمت
نسخة مكررة في عمر ما عدت أفهمه مع أني بكل التفصيلات أحياه

تراني أغير الرأي يوما .. و أقر بأن لا شيء في الكون خلف الاسم الرقيق الصداقة

تراني أقر يوما أن العيون التي تفيض دمعا عند اللقاء لم تك تبكي غير خطاياها
و أن القلب الذي يتمزق برقة لا يسعها الكون
فيه من القسوة موج هادر
و أن النبض المتسارع ما كان يجن إلا لأجله

تراه سيل الحزن الجارف ينتهي إلى الهدوء بعدك
فيتكشف الزيف ..يتعرى القبح

مسربلة أيامي بصورك ، أناتك ، تنهيدتك
موشوم الجسد بصمتك
مغروزة بالقلب نظرتك

معزوفة الموت نشاز ...
مع أنها الحقيقة الوحيدة في الحياة

كم تمنيت البوح بك لنوارس الغسق
غير أني لم أكتبني يوما
متى أتعلم الكتابة عني ، لأنصفك

فقط لأنصفك

لا أدري متى و لا لأي عذر
لكني أعرف أني قد أقترف خيانتك يوما
حين أدثرك بالثلح ، و أحتضن الشمس القسنطينية الساحرة

هل ستسامحيني يومها أيضا

samedi 5 mai 2012

علة لعلة


علة لعلة
صديقتي ..

وردة نداها عشق يتفجر من كل ذرات الجسد و الروح .. تنسجه شعرا بلغتين أجنبيتين 

، و عذب إصغاء لحروف لغتها الأم 

صديقتي ..

خريجة الكيمياء الصيدلانية بتميز أخضع الوطن حتى شرع لها أبواب الحلم ، و 

أدرجها دون مكابدة مسابقة ..رأس طلاب الدراسات العليا ..

صديقتي ..

ابنة لعامل بسيط بشركة عمومية ، قرر الوطن خصخصتها ، و رمي عمالها للعطالة 

.. فافترسه السكري و ارتفاع ضغط الدم

وجدت نفسها مسؤولة عنه و عن "عائلته – ها " ... هجرت مقاعد "الدراسات العليا" 

و اشتغلت بائعة بصيدلية تمتلكها "ببغاء بشرية" ...

صديقتي ..

شرعت بسماتها الرقيقة تأفل ..تطبق الصمت على الجراح ..يتعفن الجرح ..تفوح 

اكتئابا يتوطن سرطانا ...

صديقتي ..

تسكن عاما من الصمت ، و تنتقل بعده لصمت يكتمها ..يطويها ..و ينساها ...

في جنون الصدمة تدين أسرتها طبيبا يئس قبل الأوان .. فأهمل و تخلى

ببراءة يرد علة سرطانها اكتئاب ..و علة اكتئابها أنتم لا أنا

و ينسى كما ينسى الوطن أن قبل كل العلل علة أولى ...