mercredi 30 mai 2012

مذكرات على حواف الموت -1-

حين جالستها للمرة الأولى بعد سنة من الغياب
حفت العيون عبراتها
حاولت فهم أنثى أعرف عنها أكثر مما أعرف عن نفسي
ما استطعت
حينها سألت نفسي ، قبل أن تغسل القلب دمعتي
ما معنى أن نكون أصدقاء

هل التهديد الصريح من الموت يفتح أفق الرؤيا ، و يعري الصمت أم أني كعادتي تتشربني خيالاتي ، و تغوص بي إلى حيث لا يجب أن أبحر
****
بعض الصمت قد يسعفني فالكلمات ما عادت تجدي

كم مجحف الصمت حيت يطبق على شفتيك
و أنت بهجة امتدت لمقتطف صغير من عمر بريء
***
كم أنت بريئة ، كم أنا سادجة ..كم صامت الموت

الليل و الصمت و ربما الكبرياء
نسخة مبسطة عنك
و أنا و الموت و أوجاع لا تتقن الصمت
نسخة مكررة في عمر ما عدت أفهمه مع أني بكل التفصيلات أحياه

تراني أغير الرأي يوما .. و أقر بأن لا شيء في الكون خلف الاسم الرقيق الصداقة

تراني أقر يوما أن العيون التي تفيض دمعا عند اللقاء لم تك تبكي غير خطاياها
و أن القلب الذي يتمزق برقة لا يسعها الكون
فيه من القسوة موج هادر
و أن النبض المتسارع ما كان يجن إلا لأجله

تراه سيل الحزن الجارف ينتهي إلى الهدوء بعدك
فيتكشف الزيف ..يتعرى القبح

مسربلة أيامي بصورك ، أناتك ، تنهيدتك
موشوم الجسد بصمتك
مغروزة بالقلب نظرتك

معزوفة الموت نشاز ...
مع أنها الحقيقة الوحيدة في الحياة

كم تمنيت البوح بك لنوارس الغسق
غير أني لم أكتبني يوما
متى أتعلم الكتابة عني ، لأنصفك

فقط لأنصفك

لا أدري متى و لا لأي عذر
لكني أعرف أني قد أقترف خيانتك يوما
حين أدثرك بالثلح ، و أحتضن الشمس القسنطينية الساحرة

هل ستسامحيني يومها أيضا

2 commentaires:

  1. أجمل ما في كتابات السيدة منى بشلم هذه الشفافية التي تحكي حال روحية لا تني تتحرى عن ومضات حياة حقيقية في عالم أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه موات لا أثر فيه لما يذهب الحزن و يخفف من غلواء الاكتواء بأوار مكابداته اليومية التي تسحقنا برحاها فلا نستسلم لجبروتها بل نتأوه شعرا هو في حقيقته فيض من مشاعر لا نملك سواها سلاحا نقارع به أحزاننا الناجمة عن تبرمنا بهذا العالم الذي يستلبنا حتى حقنا في أن نحلم بآخر نرى فيه ذواتنا التي تكاد تكون ملغاة في ذاكرة الحاضر المثقل بقيم و أعراف رثة و مقيتة إلى حد ٍ يجعل من المعاياة تناغمنامعه بأي شكل من الأشكال !!من هنا يأتي اللجوء إلى الخيال أو ( التخييل ) وسيلة للإنعتاق من أسر عالمنا المادي إلى حيث نعيش حالتنا الحلمية في عالم آخر هو من صنعنا نحن , لا يبخل علينا بإسباغ بهجة من نوع خاص ,بهجة مأتاها هذا الشعور بالتناص ( و لا أقول التوحد ) مع الآخر الذي أقرأ في وجهه فرحي مثلما يقرأ هو في وجهي تركة أحزانه !!محبتي للأديبة المتألقة منى بشلم و لا أملك إلا أن أدعو لها بالعمر المديد لأن في وجودها معنا خير و بركة لنا نحن محبيها !!

    RépondreSupprimer
  2. أستاذ معين قراءة وارفة ، من نفس شفافة تلتقط أجمل ما في الحرف

    جميل الشكر لكم

    RépondreSupprimer