mercredi 29 février 2012

قالت لي الأزمان عنكم ..5


محمد
إشراقة أنوار
تغيب بتي يسلبنيها المنام،أحاول إيقاظها فلا أتمكن،لونها الحياة المتفجرة يشرع يغادرها إنها تفتر ..أمي تطلب طبيبا لا تملك صبرا،أي علة يشفي الطبيب يقول أنها بغاية الإرهاق.تعاني سوء تغذية ضغط مضطرب و ضربات قلب متسارعة.
القائمة الطويلة لا تشبع جهلي المطبق.. حاولت، ربما ليس بالقدر الكافي،لكني اجتهدت و ما بلغت أكثر من الصفر، أبارح مكاني،لم أبدل شيئا لأجلك.. بتي، رقدتك هذه تفجع قلبي،لم أحسب حساب ضعفك،كنت دائما صلبة.
بتي أيمكن أن يكون مجرد مرض، آمل ،ولا أملك أكثر من أن أدعو الله بأدعية أنبيائه المقربين،و لا أعرف إن كانت محطة الأدعية استجابة دنيوية أم أن الله سيختار أن تذكر بالغد الموعود، يوم يقوم العمل للجزاء.
تطلع شمس غد اعتيادي، المبهم فيه أمرك بتي،أقفل صلواتي أتطلع نحو بابك فينفتح على إشراقتك،بتي تصلين وتصلين ،ثم تبتسمين للزمن الحاضر و الآتي. تقولين لم يعد ثمة وقت، يجب أن نغادر،هي غادرت يجب أن أسبقها، أتعرفُ المدينة قبلها لأرشدها.
- ترشدينها؟
- محمد إننا نتبادل الفكر والإحساس،هي اكتشفت وجودي، وشرعت تعتمد علي،و..
- و ماذا أيضا ؟
-و تشاطرني ألمها، هي.. وحيدة متعبة في عالم لا يشبهها و لا تعرف عنه شيئا.
- وتقاسمينها الداء، عليلة اليوم أنت.
ـ ما كنت لأبخل و قد منَّ الله بنعمه علي، عافيتي هبته،و الفتاة التائهة هبته أيضا،و أنا لن أضيع الهبة الربانية،إنها أمانة.
أتلو أدعية الحبيب المصطفى، عل جسدك المرهق يستفيق
تفتح أسرار كتمتها،تروين الحكاية، تحدثين بالتفاصيل التي ظلت حبيسة الإحساس منك،كنت تروين لي المشاهد رؤيا العين ،ولا تذكرين شيئا عما يحدث في نفسك من انطباع. و اليوم سردت الحكاية الكاملة
أحاول أن أجد لها موقعا بين ما وصف الحبيب المصطفى- صلوات الله عليه - عن خاتمة الأزمان.
وقد ملأت فراغات الحس المحكي؛ تلك الشابة في الزمن المتباعد من استنساخ الرجل الأشيب، عدلها لتطيق مناخ تلك الأيام التي لا تطيقين البقاء فيها لثوان. اصطحبها الأشيب نحو مدينة مهدومة تبعث الحياة فيها نسوة ، عليهن أثواب محتشمة بين أياديهن كتب عربية لا يحسنّ قراءتها ،و نسخٌ أخر خاويات عليها زخارف مصاحفنا.
هذه النسخ عليهن إعمارها،و حملن فتاتنا المهمة،فأرسلنها نحو المدينة؛أرسلنها لاستعادة العربية،لنسخ القرآن من جديد.
- إذا بتي القرآن لم يرفع بعد،مازال متداولا بالمدينة المنورة.
- أتدرك الأمر ؟ تقول الأوربية:-إننا نفقد اللغة و معها الدين وحتى الأزياء
-....
لم أملك ردا
- تسيرون نحو محو لغتكم من على ألسنتكم و شفاهكم.. والفتاة الأخرى لا تعي الكثير عن عالمها ، كأنها أقل منزلة من النسوة،ربما لكونها مستنسخة
أتذكر ما قال الدكتور تلك العبارة إيرانية،أصدقه تماما.
عميق الشرخ الذي احتلني و جعلني أغرق في صمت هدم إرادتي،سؤال واحد يكرر نفسه: ما عساي أفعل؟ أي أمر عظيم أصنع ليغير العرب اتجاهاتهم المتباينة.
أي منبر قد يحمل كلماتي للعرب كافة.
- بتي ماذا نفعل لنتفادى ...
- لن تتفاداها إنها نبوءة ..قدر .. ستحصل محمد مهما حاولت
-لا بربك ..لا؛ الله يرويك إياها لنعمل على تفاديها..و الخطوة الأولى المدينة المنورة.
أمي التي لم تغادر محيطنا تقترب تقول أن تمت أمرا نناقشه معا.
تعيدني والدتي إلى نفسي،إلى عطف خالص يجتاحني،كل هذه المشاعر تترسب و لا تعرب عن نفسها،إن ما تروينه بتي أقوى مما أرى فيك،حبيبة الروح
كيف أخرجها ،كيف أعرب عنها،بعد كل هذا الذي سمعت.
تجلس أمي.
أستجمع الحروف :- بتي لا أعرف إن كنت لاحظت لكني جدا معجب بك،قلبي عاشق و روحي تشتاق لسكينة تجمعني بك زوجة،فهل توافقين.
تتيه الكلمات على شفتيها تنظر في حيرة،تتشرد الفرحة بين تقاسيم محياها،أخالها تبادلني الشعور، تحدق قليلا ثم تطرق،أتتردد..
أ مازالت لا تعرف.
أنا حسمت أمري مند زمن، و انتظرت إسلامها بكل نقطة مني، طال انتظاري،حتى بدت الثواني قرونا ،أفزعتني.أ كان جهلا ما قرأت على تقاسيمك على امتداد أيامنا معا،أ كان يتلاعب الهوى الراقص على محياك.. ألم أفهم يوما شيئا.
أ لم تحمل كلماتي - وإن كن خاويات من فيض العاطفة- إلى قلبك بعضا من العشق ،أ لم تشابك داخلك شيئا من الحب.
بتي،لتكن إرادة الخالق.
- الوقت غير مناسب. ترد بتي
- حبيباي ،كلاكما ابن لي،أتما زواجكما ثم تفرغا لكل الذي يجمعكما.
كان صوت أمي التي ترفرف دائما لتحمل السلام لقلبي.
غادرت إلى خالي أستعجله، الزمن يسير بنا نحو الأسر إنه زمن يسرق منا هويتنا سيزيح عنا نهائيا تاريخنا،الذي بات عصيبا، نحمله ثقلا زائدا لا طائل منه،كأنه خناق لنا.ها هو التاريخ يمحي بعضه ،تاريخ المستقبل يجتث التاريخ الماضي،و ينتهي الماضي كله بعد بضعة أجيال.كيف سنلاقيك يا رسول الله،أي الكلمات نقترف تبريرا لما سرنا إليه،بما نجيبك يا عشق الروح إن أنت سألتنا عن تضحياتك.إلى أين سيرناها،بما نرد عليك و قد حميتنا من الفناء و إطباق الجبلين علينا،حالما بذرية تحمل الرسالة،فأين الرسالة من الذرية،أين رسالتك التي وهبت العمر،الجسد ،والروح لها.. أيناها من أعمارنا،أجسادنا وأرواحنا.أحمل وريقات سفرنا إلى بتي، و تحملني الأسئلة:
- بتي ماذا أصنع بنفسي،أنا أول العارفين،كيف ألاقي رسول الله، وما أبدل ليوم لقائه
-أعرف أنك لن تخذله
هذا كان جوابها،كل الجواب،أتمنى ألا أخذلك يا رسول الله.
لم يدنو العرس من روعة الأعراس في قسنطينة ،عرسك بتي وعرسي،عرسنا معا ،مجرد بهجة مختلسة نمارسها راحلين و الذهن مغترب،إنه زمن للمغادرة.. للجرأة.. لإثبات الثبات،لنسبقها إلى المدينة
- هذه هي العربية السعودية.أعرفها على أرض الإسلام

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire