samedi 25 février 2012

قالت لي الأيام عنكم ...3


محمد
مواضع لا تتلمس
رحلت ..مرة أخرى تفر من وجه الإحساس مني، ما عدت أفهم، أليست القبلة بداية حكاية عندكم أم أنك أطفأت حكاية الفؤاد فقط لأني ألهبت ضمير المسلم.
أنا مسلم،إمام ،الإمامة لا تنخلع بالظلام، فهل أكون بداية لأئمة يزنون،فيسرِّعون حصول رؤاك.
أضغط ..أضغط بكل قوة الأصابع على عيوني، أتمنى لو يمحى من ذاكرتي كل الذي مر من هذه العيون، و لا أملك حتى أن أطرح السؤال الكافر 'لم أنا' ؟ لم قبلت هذه السفرية وهذه المهمة؟
يا الله ..يا حبيبي يا الله ..لطالما رعيتني في ضعفي كما في قوتي
يا رحمن أسألك حسن خاتمة هذا الأمر.لا أدعوك بالدعاء المأثور، لكن كل جوارحي تسألك،فتقبل مني، يا رب .. يا رب
بتي،أمي لم تترك لي دقيقة راحة "ابحث عنها ..خرجت من هذا البيت مهزوزة الفؤاد، في المطار، الرحلات الأوروبية، في الفنادق، في كل موضع. "
كيف أفتش عنك يا منى نفسي، و أين..
فقدك يضاعف عقد الضمير في نفسي، وربما أعمق.ربما يزلزل مشاعري، ليس هوى، هذا ليس الهوى،إنك امرأتي الحلم،بقوتك بلحظات ضعفك،بإنسانية خالصة أرتشفها من عينيك .
للحظات أغادر عالما بتّ أمقته بكل معالمه،أسترخي معك.
ماذا لو أنك لم تري تلك المشاهد، أكنت أنفق العمر في البحث عنك.
ها أنا أبحث حتى و قد حصل فعلا،أين أنت،هل ابتلعتك قسنطينة
قسنطينة تعادينني دوما،ألست ابنا باراً؟ كم خاوية .. كم أنها خاوية حياتي، برغم كل الالتزامات،خاوية هي ،من قلقي عليك،من ترقب جديد تأتين به.لا تحليل،لا تفكير.كيف أشرح لنفسي أنك ما عدت هنا، وهي تهفو لصوتك، لنغمة عبورك، لمجرد أن تكوني في بيتي كلما عدت، كنت وكأني آوي إليك.
'استسلم محمد' أرددها،لو لم أك إماما لقلت أنها كلمات صِلات بيني و بين فؤادي،الله يعينني و يمنحني السلوى .
أقف للإمامة أصلي،أرفع يدي للدعاء، انفض القوم من ورائي وتحجرت مكاني أستجدي خالقي أن يحميك،أصلي على حبيبي المصطفى وأعدد أسماء الله لأدعوه بكل اسم هو له ،بل باسمه الأعظم أن يحميك..فقط أن يرعاك،فلا راعي سواه.
يد على كتفي:- أتطيل لتتحاشاني...
ألتفت إذ هو خالي، شقيق والدتي واقف خلفي بوجه كدر مكسور،إنه زمن الانكسارات. أقفز إلى صدره أطيل عناقه، اشتقته، لكم طال غيابه، خالي ذات ضلالة اغتصب ارث والدتي ،و اختفى واليوم هو عند كتفي أصغي إليه:
- ما كنت أعرف أنه مسجدك.انطلقت سائقا على غير هدى، إلى أن أدّن، فخور أنا بك جدا..جدا.
دمع.. رأيت دمعا في عيونه تقاطع دون إعداد مسبق مع دمع قلبي،هذا الترتيب الإلهي يرسو بأمواج كانت قد تكالبت داخلي .
- المساجد لله خالي،ما هو لي فعلا ؛ بيت شقيقتك على بعد خطوات

لا عزيمة تسيره، استرسل معي لا أكثر رأيته سعيدا، فخورا لما أنا عليه،وعلى النقيض منه أنا ما كنت حتى راضيا بحالي، ترى ما علتي أهي الطموح أم أنها ضعف إيمان، أعوذ بالله،أثق بالله، بك أثق ياإلهي،بكل ما منحتني من عاطفة و عقل أوقن من عمق نفسي أنك تسيرني للأفضل.يدخل خالي منزل شقيقته،تعانقه،تجهش بالبكاء فرحا
أبكتنا أمي :
- لم استعجلت إخراجنا و رمينا بعيد أيامك،لو كنت هنا،لرأيت كم أنــّا صوانون للود، مهما أساءت الأيام و حوادثها .
هذا الخال لم يخرج للقيانا بل خرج به هم أطبق على أنفاسه حتى أبطأها.و خلاصه رآه فيّ .حتى السفن الفخمة تغرق ولا يتبقى من خلاص إلا قطع من ألواح.أيامه بكل ثراها تغرق،إنه ألم الضمير المثقل
ألم نفس تتراجع نحو منبعها الصافي.
هذا الخال أكل أموال أيتام ولم يستشعر حرجا،و اليوم تقضم كل قواه امرأة لا يعرف لها أصلا، تقول أنها بجنسيتين هولندية و سويسرية اسمها عربي خالص، جاءت تدفع ثروة لقاء دخول المدينة المنورة،و هي لا تعرف حتى اسمها تسميها مدينة رسول المسلمين.
خالي قال أنه ألح عليها بأسئلته فقالت أنها تتعرف بالإسلام،و تريد أن تكون في مهده لتروي روحها،و يخالجه خوف غامض غموضها من أن تكون خطرا على الأمة.
ركب بضع سيناريوهات قد تكون،أو ربما تكون..رجاؤه كان أن أتخذ القرار عنه.
لم خالي الإمام ليس نبيا ،لست معصوما ولا أقرأ سرائر الناس.لكني لن أغضبه يوم صفائه؛ رتب موعدا معها، ثم ..ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
الاثنين ، موعد آخر مع امرأة أخرى من الجهة الأخرى،كيف سأعرف ..خالي ما أثقل المسؤولية على كتفيك فلما تلقيها على كتفي، أم أن قدري شرع يثقل بنساء الضفة الأخرى ..بتي أفتقدك ، حتى وأنا أسير نحو امرأة أخرى ،أفتقد قلقي عليك،ماذا أفعل
وضوء صلاة وأدعو مرة أخرى أن يحميك الله و يسدد خطاك.
أسمع و أنا أغادر وضوئي والدي يذكرك،كشف سرنا المرير،لحدس،أو لثقة،أو ربما مجرد انحياز لعاطفته.
أدرك أنك من أعرب أولا عما بين النبضات؛ فهي قال طريقتكم الحضارية في إخراج الإحساس حواسا،أما نحن ..محمد ..فقد امتلئ فقها حتى أضحى الفقه مجرى طبائعه و قاعدة حياته،إنه فطرته كما أنه فطرة كل إنسان قبل ما أمالت الحضارة و الأيام.ابننا لن يعود إلى تلك الأيام العاقات، إنه مؤمن بكل جوارحه.لن يتخطى إيمانه حتى لو أحب..
حتى لو عشق...
حتى لو بلغ الهيام...
لم أتعرّف ما أحس،أسعادة،أتعاسة،بعد هذا الذي سمعت،لا أدري..
شعور خافت يخالجني إنه..لا أدري.
تراك ربي تهديها إلى الدين الحق، امرأة بكل ما لها من خصال قد تقدم للإسلام.
بتي،غدا موعد آخر،تقاطع طارئ آخر مع أخرى من بنات بلادك،
قد تدلني عليك، بتي
ماذا لو أني سعيت بكل حجتي و عاطفتي لإقناعك ،ماذا لو خلعت مخاوفي جميعا ،ماذا لو لم أحسب حسابا لتدافع المشاعر و تسرع الأحكام،أ كنت تدينين للواحد الأحد..
قدر الله و ما شاء فعل.
ليتك تسلمين،ليتك،و لو بعيد أيامي و أقداري،فأنت أهل لسلام الروح الِذي لا يهديه غير الإسلام،صفاؤك و كل خصالك أهل لهذا الدين،و كل امرأة فوق ساحة المادة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire