vendredi 10 février 2012

زمن الرحيل العاجل



زمن الرحيل العاجل


ريحانة.. آس.. أم زهرة لم تتفتح الأكمام منها بعد
قالت أني هوى الفؤاد الجريح؛قالت أن الغدَ أنشودة تغريد تهديني فيها الحب.
قالت أني رجلها الحلم، و أن الأحلام حياة سرية نعشقها في صمت،فتصبرنا على الآهات التي تأتي سريعة عاجلة.
سلوى كان اسمها،و عنوان الأسى المتسارع نحو أيامها..أنا
،و تسميني الزمن البريء.سلوى،في كل مساء تقابل الدرب المرير الذي تسلك أيامي، و تغرد للفرح في أذني و الفرح نسيت، و نسيت الإشراق،ورونق الحياة باعدني منذ زمن.
تقول سلوى ،أنها تعيد الطعم اللذيذ و الحس المرهف و الجمال إلى أيامي التي أراها تائهة.
أهدتني الكتاب المقدس،كما كل الأخريات،الفتيات اللائي لا يبدأن لائحة الهدايا بالجسد يبدأنها بالكتاب المقدس في بلادي، ركنته و ما قرأت الحرف المنوّر منه.
وجاءتني لائمة: الأيام التي تدور في الفراغ، و تلتف حول المآسي والدمع، عليها أن تدور حول كلماته و تفاصيل الفرح منه،انه فرح الإنسان؛الخالق يعلم، ولم يبخسنا تلك الفرحة،بل أهدانا إياها كلمات تامات.
أنتَ لست فريدا،إنك فرد منا،تشبهنا، و إن تفردت أحيانا، و القرآن علاجنا،جميعنا.
قلتُ، الفرح ما عاد يجد إليّ من سبيل..
و رحلت سلوى على عجل،قبل أن أروي ضمأها لكلمات أخر تمنتها، على عجل اختصرت:انتهى الزمن الحب ،انتهى الحلم الأمان،اليوم للخيانة و الغدر..
اخشيني..قلتُ لها، واخشي كل آدمي،ما عدنا الإنسان،إنّا ننهش الحياة نهشا، نمزق الآخر حتى لو كان الصدر الدافئ حتى الآباء صاروا موضع الدوس.
سلوى، ليتك ترحلين بُعيد أيامي،و ليتك تدركين أن الفؤاد الذي عنه تفتشين رحل جريحا من بين الضلوع،جرفه دمع ذرفه الرجل مني على ذكرى امرأة خانت العهد، و قسم القلبِ و الهوى. قالت:القلب ليس للنساء بل للخالق الرزاق هو الذي أوجده وهو يرعاه و يسعده، فهلا تستغفر، وإلى وجه الحليم ترجع.
نظرتُ لمرة واحدة و بنظرة واحدة و وجدت الأجوبة الخاطفة؛وهل الرب تعرفين و أنت لباسه الشرعي تهجرين ،و الجسد تعرضين سلعة مجانية للناظرين،و صحبتي ترتضين رجلا أجنبيا.
أليس هذا قول دينك،أم أنك فقط ترشدين،أو تخالين أنك ترشدين،أرشدي أحوالك فإنها ضائعة مثلي، بل أكثر..و أكثر،
أ لاتدركين
ترحل قبل أن ترد بالكلمة الأولى، تغيب،لا تعود إليّ، ما عادت ترغب بالمحاولة.
أ داعية كانت و هزمها حالها و تشوُه صورتها،أم امرأة تعشقني، ويُكسر الفؤاد منها بكلمة، أ تغزلين قلب الرجل بالانكسار، لا رجلا قد يهواك و أنت الجرح العاجل..

سلوى قالت، ما انهزمت لا انكسرت،كانت عائمة في مكاتيبها؛قالت،أنها كانت مزكومة و أنها تعبت وما سألتُ عنها،فسألتُ:هل جعلتك تبكين؛ آخر لقاء بيننا.قالت: نعم..
قالت، أن الله أبدا لن يغفر لها سفورها،و أني كنت صفعة جعلتها تواجه الأمر،قالت أنها ستقتني أردية شرعية آخر شهرها هذا.و سريعا غابت عن ناظري.
ثم عادت و حملت الفؤاد كلمات،سلوى قالت، ابتسم،فالله يهب الأماني الرقيقة التي ما نخال أنفسنا يوما نبلغها، سألتها إن كان الله منحها فرحة العمر،هل أهداك حبي مثلا،ألست فرحة عمرها.
قالت، أنني لا أعرف عنها الكثير،أنها كانت يوما عليلة، و قالوا أنها ستعاني ستبكي، ستقلب الأرض بصراخ آلام، قد تمزق جسدها في غير وعي، باشرني الألم؛ قالت،فوضعت يدا على الوجع و بالأخرى فتحت المصحف، و قرأت بلا اختيار صمت الوجع ليصغي ..
ثم خشع الوجع ..ثم تناهى خاشعا..الألم.
فماذا تفعل أوجاعك الصامتة، ألن تحمل زادها و ترحل، إن هي سمعت هذه الكلمات الربانية ، لا يزداد الوجع إلا بتعنتك، و صمم تنزله عنوة بأذنيك.
قالت، الله يمنح شيئا لا اسم له في لغات الأرض،إحساسا مرهفا، فرحا خفيا موقعه الفؤاد.راحة اطمئنان. قالت أن الأيادي امتدت إليها تنهش منها على مدى الدرب الشاق،و وحده ربي الكريم كان يمنعهم دمي و شرفي ، فعشت العمر أحفظ الجسد من اللمسات الرقيقة الناعمة، كما يعرفها الآخرون،المحرمة كما هي في عيني،إنه الأقوى عليهم،الأحنى عليّ.
أ تعرفه؛ تلتفت تسألني.. إلهي القريب مني على استغنائه عني.
حاولت نقاط مبعثرة بين نفسي و نفسي..حاولت الإجابة،عرفته ذات زمن كان جميلا، كنت فيه أبتسم،يا سلوى و أضحك ، حتى ينفتح الفؤاد وردة من نرجس بأريج الياسمين، فأسبح بجلال اسمه،الأمس كان زهرة برية حلوة نادرة. لو تعلمين
لكنها لا تدرك، تقول الرب الذي كان أمس هو الذي اليوم يسير الأمر،و يُهدي القلب أفراحه، و الأماني الحلوة .والدعاء بجليل أسمائه يعيد الفرحة و الهوى ،و سكينة القلب..السكينة قالت.
قلتُ ارحلي فأنت مازلت طفلة، لا تعين من العالم سوى أحلامك،وبراءة وردة لم تفتح أكمامها للبرد و الجليد،و لم يجمد الصقيع أطرافها.
فــــرحلت..
انتظرتُ عودتها ،لم تعد ،سلـوى
انتظرتُ..وانتظرتُ..و لم تعد، فإليها قصدت؛ وجدتها زهرة في أرض خلاء تحفها القــبور ما عادت أغنية فرح. تجمدت إلى الأبدربما..
أوربما..
هو النعيم، و الحب الأزلي الأبدي،فهي كانت نشيد توحيد.
و إلى جوار الإله الذي أحبت، حملت الزاد و سارت.مرة أخرى خلفتني امرأة أخرى غادرت و خلفتني.لكن سلوى غابت وفية ؛ لي و لإله كان سكينة روحها.تراه إلهك يمنحني تلك السكينة ،و ذلك الصبر.سـلوى استحالت صوت في قلبي يناجني صمت.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire