mercredi 26 octobre 2011

راقصة الموت المباغث

راقصة الموت المباغث 

ر

العيون العالقة عيونها على جيوبي سارعت تخبرني عن شحنة أسلحة يسوقها عدو والدي
، عذرا أقصد سيادته أحيانا يصعب علي التمييز ،
قررت هي له
الاستقصاء لم يك عسيرا، على امرأة تستر رتبتها العسكرية، فقط لأن اللغة لم تؤنث الرتب العسكرية ..خططت ، بلـّغته
قال: أرسلي الملازم و امكثي ، فقد يكون مجرد شرك لبلوغي
قلقه عقدة لا فكاك لها ، خوفه الأعظم أن يقتل ، كأن الخلود شرّع له
له وحده
قضى عشرين عاما يدربني ليضربني طوقا من ياسمين على أسوار الجحيم
فأنا الحارس - الوحيدة التي- يلازمه من العمر عمرا
و ...
ها أنا – حارسه – الشخصي ، و –عميد- رهانات الزمان و الأمان
حظوة من القدر ، و لحظة جنون متقد
أهديته شحنة كانت موجهة لأعداء وطنه الذي لا يهني منه غير رتبتي العسكرية المسكوت عنها ، ركبت سيارة مدنية ، و أقلعت نحو مرقصي الليلي
أسأل القدر تراني أفقد هذا الجسد البلوري على هذه الرقصة، أم أني أنعطف و القدر نحو ممر آخر من العمر ..
أخذت نبيذي الأحمر ،في كأس شديدة العناية بجسدها
لمحت صورته على المرآة التي نصبت لأمثاله ، و ما كان أحد ليعترض
أسقطت عن كتفي وشاحا حريريا لا يقي من برد قسنطينة ..بل يلهب الشوق للثلج المتراكم تحته ...و تقدمت من ساحة معركتي الأخيرة
هو..
كان يشبه الصمت
و رهانات الرجال الجوفاء
و يأخذ كثيرا من ملامح الكبرياء
لكنه الخواء
هكذا بدا
رجل بنظارات مثقفة ، و نظرات ثاقبة ، تقرأ كل حركة لجسد أتقن أنوثته
 - حتى بعد عشرين عام عسكرية -
تتكسر ألوان الأضواء عليه فتثمل ، و تلفه الأنغام فتتيه فيه.
هذا الجسد عدوك...ستهديه اليوم للموت
أو لسيدك..و لن تملك منه رشفة ..و لو مختلسة
فلابد تعرف أني لئيمة أشي بك عند سيدك ، و لن يستكثر عليك رصاصة بالرأس
اللعبة موت .. أيها الغر
و أنا منذ عشرين عاما أحترفه
إليك الجولة الأولى
أغرز عيوني بنظراته
يتصدع فؤاده
أدير ظهري
أرقص ...رقصة الموت الأخيرة
ترى أين تدفنني بين الثرى أم بين شفتي سيدك.
خلفت له كأس نبيذي الفاخر ، قد يروي ناشف ريقه
قد يرتب نبضه الذي خلخلت الرقصات
خده على مهل ..برشفات أنثى حتى لا تترنح نظراتك فلا تقبض انثناءات جسد لم تطمس الرتب العسكرية المتناوبة عليه معالم الحسن منه ، بل و بعناد رجل ظلت تقام و تتبرعم فتنة و إشراقة كل يوم
لو انطفأ وهج الأنوثة ..لو أن الزمن خلف آثار عبوره من على هذا الجسد
لو أنه فقط أطفأ وهجه ..لما اتسع الشرخ بيني و بين سيادته
بل و بيني زوجته السابقة أمي التي فرت منه ، و خلفتني ما خافت علي جوره، أو ربما خلفتني لأحميه من جور زمانه ..لماذا أنجبتني التعيسة
أرفع الذراعين لينسكب نقاء الجسد الذي صور الخالق، يستر تشوهات نفس شكلها الوالد/ سيادته
أهز الخصر تتأرجح جوارح ذلك المتأمل على أشكال حلزونية يرسمها الخصر ، ولا يملك الفن تشكيلها. تتفتت الرجولة على حواف الحواف ، تتسلق آهاته الرجولة التفصيلات كلها، قبل أن تـُرسم أنصاف الدوائر الأخيرة
و يُسمعني الحروف الأخيرة ..كم كلمة قد يقترف فتى غر ، أسلم فكره لجماعات تغزل كلمات ..لا شيء غير الكلمات
أ يفتح هذا الجسد سر الخالق أمام عميه ، أم أن زمن المعجزات خلـّف الزمان ، للبرهان بقتيل معد على مهل
و القربان هذه المرة أنا ..راقصة الموت
أتدبر الميتات بذوق رفيع ، أختلق أعداء من طراز مميز
الفتى الغر التائهة دهشته بين تفصيلات جسد يفتت الرجولة ، و يطلق أوجاع فتى لا يعرف من أين يستلم الجمال
أعيد إليه الظهر المتدافعة ترانيم نقائه لتنتهي عند الفجيعة ..مسدس بكاتم صوت ، لا تكتمه تنورة تجهد حريرها لستر ما أجمعت النساء على ستره
في الجولة الثانية أفسحت له الساحة و استأنست بكأسي الفاخر
قابلني الساقي بسيجارة تعد حصريا لي ، لم أسأل يوما أي نوع من الحشائش هي ، فكلها من بدائع خلق الرب
أو ربما من إبداع المخلوق المتردد بين السمو و الدناءة ، و من يهتم طالما تحرق آهات الصدر
على جمر تذيب ذكرى الوالد و الوالدة و وطن منحني رتبة عسكرية عجزت عنها اللغة
يجالسني الفتى الغر يقول أنت على اللائحة السوداء
أنثر دخان سيجارتي على وجهه ..تتجمهر على نظراته المثقفة
ربما تقصد القائمة الحمراء .. هي حمراء بلون القندورة القسنطينية التي لم ألبس بعد، مع أنها مطرزة بالذهب و الذهب يليق بي
سويت الوشاح على شلالي النقاء
لأتخذ من موقف السيارات ساحة للمعركة الأخيرة ، فلن يقتلني الغر أمام عشرات من كابتي عشقي
أخشى أن يجدوا في اغتيالي السلوى ، عن رغائب ظلت مؤجلة ، ما كانوا يجرؤون حتى على مصارحة أنفسهم بها مسدس الخصر كان الكاتم المانع
الجولة الأخيرة
سيارتي بريئة تمام من رتبتي العسكرية
تقدم الفتى الغر ، تأملت خطواته المثاقلة البريئة تماما
أ هذا كل شيء
مهانة الاغتيال بيد واهنة ، الفتى يصلح للعشق الذي لم ألثم ، و الطفل الذي لم أنجب ، يصلح لعبادة جسد لم يعرف من الحب و لا حتى رؤوس أصابع
الفتى ببهاء معشوق
بلغني اليدان خلف الظهر و النظرات مغروزة بمواضع الأقدام
أما رتبتي العسكرية فـ - قناص -
في غفلة اصطنعتها غفلته سددت نحو القلب ،القلب الذي لا يسحره هذا الجسد ..يقتله
أخطأت القلب أصبت الكتف .. أسفل شموخي تمدد ينزف شبابه ، وفرحا ما عرفه ، و نبض حب ما أسعفه البصير ارتقاء له .دنوت منه نثرت دخان سجائري على وجهه لأكون آخر أنفاسه، يمسك طرف وشاحي
- أهربي والدي يريد دمك في آنية من ذهب ..فوالدك يشيع أنك من ذهب بذخيرة والدي
و ما أنت إلا ملاك راقص ..على أول طائرة..اهربي ... سأرسل من يتكفل بك
-أنا...أنت
- ما أنت إلا ملاك راقص
أ ..أ خبره أني الشيطان
و أني ...
ضممته ..أو اختطفته
و طرت لا وجهة لي ، لابد أننا مطلوبان من الطرفين ؛ بيت والدي طفحت جحيمه لتحرق أسوار الياسمين
الثكنة ..
بيت والدتي بالضاحية ..
لا أدري أن كنت أسوق أم أني أقلعت ، كنت أحرق والدي بين حروف لا تلفظها شفتاي..
 بلغت الجرف القسنطيني ..أغتال بصري على حواف الشهقة القسنطينية
أ هي طقوس العري قسنطينة أم أني معدة سلفا لموت مفاجئ ، و تصفية حسابات القدر العشوائية
تبا لك ..تبا له ..تبا لها
يد الفتى تمتد نحو طرف وشاحي :
- استغفري ربك ..كفي شتائمك
أستعيد بصري أنثره رذاذا على جسد أنهكه نزيفي ، أحستها للمرة الأولى تهطل على الوجنتين
لا كانت الثانية؛ الأولى كانتا قطرتين ما بللتا الأهداب يوم راقبت انسحابها من حياتنا
تلك الوالدة
اليوم أجهشت ..لا أعرف حقا ما يبكيني ، فأنا ما بكيت قتلاي قبلا ، و لا بكيت نفسي يوما ،و لا عرفت الدمع حتى ، فإذا الصدر ينقبض ثم ينفجر ،و يعلو الشجن لحنا لم أرقص عليه قبلا .
أركن سيارتي على حافة الجرف القسنطيني ،أخرس رأسي بين دماء أزهقتها ، تمتد يده تسحب خصلات شعري
تخاف عليها البلل :
- ارحلي ..هيا.. اتركيني هنا و ارحلي ...
حرفتها نصف دائرة فقط لأشكل ميتة تليق بنا، تليق بكل منا
فقسنطينة أم لا ترد من ارتمى بين شقي الجرف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire