dimanche 2 octobre 2011

ورشة الموت




ورشة الموت


La mort ne surprend point le sage

Il est toujours prêt à partir

[Jean de La Fontaine]


صورته على جدران صمتي تتدثر بالسواد

صوته..صدى أشواقه..و الباقي من همسه

عالقة كلها على جسدي

لكن من يأبه

كرسيه الخواء يجالس فنجان قهوة أعددته لوحدتي

و انقطاع زخاته عن قلبي

لكن من ..لوحدتي قد يأبه

على الأرض ..قيثارته كانت ما تزال تنتحب

يعلو صراخها تمزق آهاتها روحي

ألملم شتاتها، ألفها بأحضاني

أحاول رش شيء من السلوى بين أوتارها

أنا...ما تعلمت مغازلتها...

ما حسبت حسابا للغياب الذي أفلت له بسماتها

لكن من قد يأبه ..لبسماتها أو حتى لنواحها

تكسرني أشجانها، أفر إلى وسائدي أغرس رأسي أدفنه بينها

تنهيداتها، تحرمني لملمة أنفاسي، يصفعني سؤالها

هي ما تزال تنتظره...

لا تعلم أين غدا الغادي و خلفها

إرثا إجباريا احمله خطيئة تنتفض كل حين بين أضلعي

تتحاشاني اللغة.. حتى هي لا تعرف كيف تخبر عن غيابه

لكن من يأبه

ينكمش جسد كان معزوفته، تضيع نغماته

تتشرد حواسه، يبحث عن البصر ليحث الخطو نحو الغياب

فإذ هو و البصيرة ينتهيان إلى العدم

فمن يأبه

أ الليل يأبه

أسأل الليل عن غيابه..عن الموت

أ يعلمني هذا السرمدي كيف أمزق غشاوتها

و أستخرجك من أعماق سطوتها

يجثو الليل يصمت..

نصغي لموج يطرق تحاياك المسائية

فلا تلقي عليه غير سكون خلا من كل سكينة

من يأبه لها ..لي ،و ..لليل الوجِل

أجاور لهاث الأمواج بحثا عن الغائب

تسألني إلى متى هذا الجفاء...

كأن لم تعرف أن الموت اختارته عشيقا لها

و أنه فضلها علينا

و أباحنا للصقيع، و غربة تستوطننا

ما عدنا نعرف الدروب و لا الدروب صارت تأنس بمرورنا دونه

و لا أحد يأبه

كل شبر يسألني عنه..

قسنطينة ترسمه على وجهها الصخري

و كل فجر تهمس لي أنها اشتاقت زياراتنا الخاطفة

أنها...تفتقد قلبه الذي جعلها تحفظ اسمي و كامل أوصافي

و تسكن جسدي طمعا بناعم إبحاره

فمن يأبه لوله المدن

قبل أن أفيق من سكرات السؤال وجدتني أمام

القبر

أسأل

أينا المدفون هنا

هو.. أم أنا

لكن من يأبه للمُقبر

ما الحياة بعده و قد كان الحياة في حياتي

و كنتُ...

بعضا منه

أ ما عاد يأبه

لِم جافاني ..و اتخذ له عشا غير قلبي

و استحلفني ألا أبكي بعده

وفيت بوعدي أنا..

حتى و أنا أسلمه لمخالب عشقها

راضية..وفية بوعدي

فمن قد يأبه

لكن ...

ينهمر يجرف عشه الدمع

يغرق البحر.. يبلغ قسنطينة يطهرها

آثمة إذ شاركتني قلبه و زياراتنا المقتضبة

فهل تطهر قلب المنايا، فتتوب تعيده

لأنفاسي و نبضي

أ يمكن أن تأبه

أسمع صوته يلف العاري من روحي

يجمعني إليه.. يضم دمعي و الأشجان

يهديني أوراقه و الأقلام

ارتعشت دوما و أنا أقبض عليه متلبسا بالكتابة

لكن من كان ليأبه

هنا على هذه الصفحات كان يصنع فجائعي

هنا كان يكتب خواتيمه

و تعفن جثتي في المنطقة الوسطى بين الحياة و الموت

وما كان يأبه

لا صراخي ،و لا غيرتي عطلت مكينة الموت بين حروفه

و أنتهى

أتأمل هدوء يغري بالدهشة

من كان ليأبه

غيرها ...غيرهم

رشقوه بالظهر ..خافوا هدوء نظراته

أسلموه لها ..للموت ..اختصروا عليها كل غزل

خلفوا لي صرخة أخيرة

لزمت بعدها عمرا من الصمت

فمن يأبه

خطواتي لم تسعفني ميتة إلى جواره

لا ..بل هو حرمني رفقته

أحكم إغلاق الباب

للمرة الأولى يفصلني عنه

وما ملكت غير تأمل هدوء يغري بالانتحار

عشقا

من يأبه له

من يأبه لي

من..قد يأبه للعشق

ربما ورشة الموت

أحمل حروفه أروي حكاياه لورشة الموت

نتنفس أنفاسه نتلبس به

أ تمتهننا الكتابة بعده

و
تسير بنا إلى حيث حملته على الأكتاف

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire